18 ديسمبر، 2024 10:11 م

“فلا تكونن من الجاهلين” الأنعام: 35

المؤدينون وعلى مر العصور يرون أن الجهل فريضة على المسلم وليس العلم , والدليل أنهم ما أسهموا بمحو أمية الأجيال , بل كلما تزايد عدد المؤدينين تنامت نسب الجهل والأمية في المجتمع.

ولو نظرتم في مجتمع تتسلط عليه الأحزاب المؤدينة لتبين لكم بأن نسبة الأمية في إرتفاع مخيف.

فالجهل من ضرورات قيمة وسلطة الأدينة , فالمؤدين يريد عقلا معطلا وقطيعا راتعا , ومَن ينفذ ولا يناقش.

وفي حضرة المؤدينين السؤال ممنوع وجريمة لا تغتفر!!

“لا فقر أشد من الجهل….”

لو إستحضرتَ لهم الآيات والأحاديث التي تحث على محاربة الجهل , فسينكرونها بتأويلات دينهم أهوائهم.

فالجهل في عرفهم هو الدين , والناس عليها أن لا تعرف ولا تتعلم , لكي يتحقق لهم التسلط على مصائر المساكين من أبناء الأمة المضَلَلين.

وعندما تسألهم عن نشاطاتهم التعليمية والتثقيفية  , سينظرونك شزرا ويحسبونك من الكافرين.

وإياك إياك أن تتحاور مع مؤديَن يتوهم المعرفة بالدين , وقد قرأ كتيبا أو بضعة كتب وتناسى تراثا معرفيا لا يتمكن منه لو عاش آلاف السنين.

مراكز العبادة كانت مدارس يتعلم فيها الناس القراءة والكتابة ويتفقهون بالدين , وتأريخنا يشهد بذلك في مدن الأمة كالبصرة والكوفة وبغداد والقاهرة ودمشق وحلب , وغيرها من حواضر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

واليوم تحولت للتعبئة العاطفية السلبية ضد أبناء الدين , فكأنها بؤر فساد وعدوانية على الدين وأهله.

وتبقى المعادلة محيرة , إذ كيف تتنامى الأمية مع تزايد أدعياء الدين؟!!

و“إذا مالجهل خيم في بلاد

رأيت أسودها مسخت قرودا”

و”أطلبوا العلم من المهد إلى اللحد”!!

فهل نحن قومٌ جاهلون؟!!