الله واحد , القرآن واحد , النبي واحد , والمسلمون لا يعرفون كلمة واحد , بل الدين عندهم تجارة وطقوس , وفقا لتأويلات الكراسي والعمائم , التي تتعبد في محاريب مصالحها.
الدين تجارة مال وسلطة , هكذا أصبح في مسيرة الأجيال!!
وعندما تسأل : أين الإسلام؟
يكفرونك ويحسبونك عدو الدين , وهم من ألد أعدائه بأفعالهم , أما بأقوالهم وخطبهم فيتحدثون عن جوهر دين!!
التأويلات دين!!
الدين مطمور تحت أهوالها وركامها المتزايد , وأصبح قال وقيل , ولتكراره تحول إلى ثوابت , وله رموزه المقدسة.
الدين في الكرسي عدوان على الدين , لأنه سيمارس العنف والجور الرهيب , ويتحرر من المسؤولية , والذين يمثلونه يتوهمون بأنهم ينفذون أمر ربهم الذي أعزهم.
” مَن قال برأيه في القرآن فهو مخطيئ وإن أصاب”!!
لكن الدين ما قالوا وفسروا وأولوا , فصار الإجتهاد هو الدين , وغيره لا دين , وبإختلاف العقول تعددت الإقترابات والإستنتاجات , والمشكلة المروعة أنها تكتسب صفة الإطلاقية , وتدفع لفرضها ولو بالقوة على الآخرين , لأنها تحسب ذلك نشاطا مقدسا , سيوصلها إلى جنات نعيمها المتصوّرة.
ضاع جوهر الدين , وتراكمت القشور حوله , حتى تجاهله المسلمون , وصاروا يدّعون دينا لا يعرفونه , وكأنهم اعداء الدين بسلوكهم المنافي لجوهره المبين!!
فهل أن أمتنا أمة واحدة؟!!
د-صادق السامرائي