18 ديسمبر، 2024 10:10 م

تتكرر اللعبة والتفاعل معها لم يتغير , بل يُعاد بذات الآلية الإنفعالية العاطفية , واللعبة ما توقفت , بل تطورت وأصبح إبن الأمة عدو كتابها المبين.
ترى أيهما أخطر , القرآن مهجور أم محروق؟
من القرآن توجد ملايين النسخ , وإن أحرقت نسخة أو مئة فلا تأثير على وجوده , فهو محفوظ في كتاب وبعدة لغات , لكنه رمز كبير ويعني الكثير , وحرقه سلوك إستفزازي مقصود , لغاية ما.
ويُقال أن العديد من الجوامع دُمِّرت وأحرقت بقرآينها في بعض المجتمعات المنخورة بالتطرف والطائفية.
القرآن نور فلن تلتهمه النار؟!!
ويبدو أن قيام البعض بحرقه , ربما يشير إلى هجره من قبل بعض المسلمين أنفسهم , وعدم تفاعلهم الواعي معه , والتعبير عن جوهره في حياتهم اليومية , فالحارق الجديد يُقال إته خريج مدرسةٍ ترفع رايات الدين , وتخرّب دور العبادة وتحرق الكتاب , وتحسب ذلك من الإيمان.
فكم منهم يقرأون القرآن؟
وكم يفعّلون عقولهم مع سوَره وآياته؟
وهل لإقرأ دور في حياتهم؟
السائد دين العمائم , ولكلٍّ منهم ربٌّ على هواه , ودينه على مقاسات مصالحه وغنائمه , وله تجارته المؤدينة , وأتباعه وأسواقه اللازمة لبيع بضاعته , وإمتهان الناس بالدين.
فهل وجدتم مَن يقرأون القرآن ويعرفون ما فيه؟
ترى لماذا ردّات الإنفعال العنيفة على مَن لا يعرف القرآن فيحرقه , تعبيرا عن رأيه في نكرانه أو إلحاده وتطرفه؟
من الصائب أن يكون الرد بالتمسك بالثقافة القرآنية والتعبير عنها , وكلما أحرقوه علينا أن نزداد تقربا منه بسلوكنا , ولا ندعه مهجورا , وذريعة سياسية وقناعا لمآثمنا النكراء.
الحرق تنبيه للمسلمين , ودعوة للعمل بقرآنهم , لا بهذربات المتاجرين بالدين , والذين على المنابر يصدحون , ولمجتمعاتهم بالدين يحرقون.
فتحرّقوا للمعرفة ولا تكونوا من المحترقين!!
د-صادق السامرائي