الحكمة: الرأي الموافق للحق والصواب
الحماقة: قلة العقل والشطط بالتفكير
ما حصل في روسيا يوم (24\6\2023) تحقق التعامل معه بحكمة منقطعة النظير , أذهلت القوى المناوئة لروسيا , وأدهشت دول العالم أجمعين , فقد إنتصر العقل على الإنفعال , وضبط النفس على إنفلاتها , وحقن الدماء على سفكها , والوحدة الوطنية على الحرب الأهلية.
الجميع كان يتوقع أن القيادة الروسية ستضرب بيد من حديد , وستمحق المتمردين بسرعة خاطفة , وستندلع حرب أهلية عنيفة في البلاد.
تأملوا لو أن الذي حصل كان في أحد دول الأمة , فماذا ستكون النتيجة؟
قيادة تمتلك أعتى قوة في العالم , لم تسخرها للنيل من أبناء الوطن مهما كانت جريمتهم , وما أنكرت دورهم الكبير وأهميتهم , ونظرت لما قاموا به على أنه خطأ يمكن التعامل معه بموجب الدستور والقانون , فهل هذه قيادة إستبدادية؟
وعندنا أنظمة الحكم تحتاج لوخزة لتنفجر , فما عهدنا السلوك الحكيم في جميعها منذ تأسيسها , إلا فيما قل جدا وندر.
مما يشير إلى أنها بالونات معبّأة بالهواء الساخن , الذي توقده إرادات الأطماع والمصالح , وتقرر موعد تفجيره وتدمير ما تحته.
مصائب دولنا , غياب التصرف الحكيم , وسيادة الحماقة والفعل الإنتقامي اللئيم , فلا يوجد كرسي غفور رحيم , ولا قدرة على إعمال العقل أمام التحديات بأنواعها , فالجميع يرفع شعار “سبق السيف العذل” , والكل يتوطنه وحش مفترس شرس , لا يتوانى عن الوثوب الفوري على مَن يدنو من عرينه الفتان.
فهل للحكمة موضع في مواطننا؟
أم أنها الحماقة التي أعيت مَن يداويها؟!!