تعني السعي نحو الإحتراق.
منذ إنهيار الإتحاد السوفياتي (1989) , وبعض دول العالم تسعى بإرادتها نحو الإحتراق والتحول إلى رماد , وأطباق طازجة على موائد القوى المفترسة لوجودها.
وإنطلقت مسيرة الإحتراق في بلد العراق الذي تم دفعه إلى أتون سقر التي حولته إلى وجود متأهل لما تتابع من أحداث وتداعيات مريرة , لاتزال فاعلة في كيانه وتحرقه ببطئ ويتصاعد من بدنه الدخان.
وبعد أن إحترق قلب الوجود العربي , توالت الإحتراقات وتراكمت في دول أخرى , كلبنان , وليبيا وسوريا واليمن وآخرها السودان والبقية ستأتي حتما.
ومع تفاعل النيران وإنحطاب الدول , إنتشرت الحرائق في أرجاء الدنيا , وهاهي تستعر في أوكرانيا , فدول النيتو تكاتفت كما تقول للنيل من روسيا النووية , وهذه الخطوة الجهنمية ربما ستتسبب بحرائق مروعة في دول الدنيا المتقدمة.
والنتيجة على ما يبدو أن الإنتصار للنيران العاتية الجاهزة للإنبثاق من رؤوس نووية حامية , تسعى البشرية للإصطلاء بنيرانها الجحيمية.
ترى هل البشر يعشق النيران ويتمنى الإنتهاء فيها؟
فالسلوك البشري تحكمه النيران , وما أكثر تردد عبارة إطلاق النار في وسائل الإعلام , وما أفظع ما إبتكره البشر من وسائل فتاكة تطلق النيران على البشر والبنيان.
قنابل , صواريخ , دبابات , مدافع , طائرات , مسيَّرات , وغيرها الكثير من المبيدات النارية المواصفات , والتي تهدف لقتل البشر وصناعة الخراب والدمار.
وعندما نعاين مجتمعاتنا نكتشف أنها أكثر ميلا من غيرها للإحتراق , فهي تسخّر ما عندها من الطاقات والقدرات لتحترق في أتونها , فالنفط يحرقها , والدين يحرقها , وتأريخها وما عندها من الطاقات والثروات , تعمل متكاتفة لإحراقها وتحويلها إلى عصف مأكول.
أبناؤها بنشاطاتهم المتنوعة يساهمون بإحراقها!!
فهل سنتعلم آليات إخماد النيران , وبناء الإنسان؟!!
د-صادق السامرائي