قال: شبعنا حجي!!
قلت: عملنا كلام وحسب!!
قال: إلى متى؟
قلت: عندما نعمل قبل أن نتكلم!!
قال: لا يوجد كلام يخبر عن عمل أنجزناه
قلت: تعودنا على أن الكلام هو العمل , ولهذا تجدنا نهذرب , وننطلق في الكلام الفارغ , لنوهم أنفسنا بأننا أنجزنا شيئا ما , وما أنجزناه هراء , والدليل ما عليه حالنا في كل عصر عدواني يسمى سياسي , أو نظام حكم , أو ثوري , ويُقال ديمقراطي!!
قال: هل نستطيع أن نغلق أفواهنا , ونُعمل عقولنا وأيدينا , فعلاقة اليد بالعقل تبني أسس الحضارة وتأتينا بالأصيل.
قلت: كنا كذلك , أقوالنا تخبر عن عمل , واليوم أصبحنا نجيد القول لا العمل , وكأننا توارثنا عاهة العجز وفقدان القدرة على الإبتكار والمنافسة والمعاصرة.
قال: إنها محنة أجيال بأجيال , فكل أمة وكأنها تلعن أختها , فلن نصل إلى بر الأمان.
قلت: صدقت , فالتماحق ديدن الأجيال على مدى قرون , ولا بد لنا أن نرعوي ونستفيق , من التساقط في قيعان الوعيد.
وبينما نحن في حوارنا , واجهنا سؤال توافد إلينا من بعيد , خلاصته , إصمتوا , وأتونا بمفردة فاعلة في مسيرة نكون!!
قال صاحبي: مفرداتنا كلمات , لا تأمن من خوف ولا تطعم من جوع!!
قلت: هون عليك , سنأتي بما لم تأتِ به الأوائل , وسنكون قوة ذات شأن , فالطاقات الكامنة أخذت تتفتح , وما عادت تقنع بالكلام , وتطالب بشواهد إنجاز ورموز إقتدار , وستنجب المجتمعات أدواتها اللازمة لبناء حاضرها وصناعة مستقبلها.
قال: لننتظر صدق ما تقول
قلت: تبا للقول وهيا للعمل والبناء يا أمة نكون!!
د-صادق السامرائي