خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
ترأس “علي شمخاني”؛ أمين ومندوب مقام المرشد في المجلس الأعلى للأمن القومي، وفدًا إيرانيًا سياسيًا، واقتصاديًا، وأمنيًا إلى “العراق”، بعد جولته بـ”الصين والإمارات”، في إطار: “دبلوماسية الجوار”؛ والتي أسفرت عن انفتاح جديد لـ”الجمهورية الإيرانية” حكومةً وشعبًا؛ بحسب التقرير الذي أعده ونشره موقع (راهبرد معاصر) الإيراني.
وقد أسّفرت هذه الزيارة؛ المضغوطة التي استغرقت يومًا واحدًا، عن إنجازات هامة لـ”الجمهورية الإيرانية” على صعيد مكافحة الإرهاب في “إقليم كُردستان العراق”، وتعّزيز المبادلات التجارية، بخلاف مباحثات “شمخاني” مع رؤساء السلطات العراقية الثلاث.
بعبارة أخرى، نجحت الزيارة في حلحّلة مشكلتان رئيسيتان في العلاقات “الإيرانية-العراقية”، ونحن بانتظار اتخاذ حكومة رئيس الوزراء؛ “محمد شيّاع السوداني”، إجراءات عملية للتخلص من هذه المشكلات.
جدول مهام “شمخاني” في بغداد..
وبمجرد الوصول إلى “مطار بغداد”، توجه أمين “المجلس الأعلى للأمن القومي” الإيراني، إلى الموقع حيث مقتل قيادات المقاومة، وقدم التحية لأرواح: “قاسم سليماني” و”أبومهدي المهندس”. ثم التقى نظيره العراقي؛ “قاسم الأعرجي”، وناقش معه بنود الاتفاقيات الأمنية بين البلدين.
وأكد “شمخاني”؛ خلال اللقاء، ضرورة متابعة ملف اغتيال “سليماني” وتنفيذ قرار “البرلمان العراقي” بشأن طرد القوات الأميركية من البلاد، كما أثنى على دور “بغداد” في ملف الوساطة بين “إيران” و”المملكة العربية السعودية”، وشدّد على ضرورة تطبيق بنود الاتفاقية الأمنية الجديدة بين “إيران” و”العراق”؛ لاسيما الحيلولة دون أي عمليات عدائية حكومية أو غير حكومية ضد “إيران”.
وفي إطار المباحثات أكد مسؤولي البلدين بشكلٍ مباشر على مبدأ الحيلولة دون مخاطر وتهديدات “الولايات المتحدة الأميركية”، والمنظمات الإرهابية الكُردية ضد “إيران”؛ ففي إطار الاحتجاجات العامة الأخيرة في “إيران”، تحول “إقليم كُردستان العراق” إلى موقع نشاط دائم للفصائل المعارضة للثورة؛ مثل (كومله، وبيجاك) وغيرها، فضلًا عن تهريب العناصر الإرهابية والأسلحة والقنابل التفجيرية للداخل الإيراني.
كما أتضح من خلال عملية التخريب الفاشلة في منشأة “أصفهان” النووية، اتجاه عناصر الفصائل الانفصالية للتعاون مع (الموساد) الإسرائيلي؛ بحيث تحولت إلى الذراع التنفيذي للجهاز الصهيوني داخل الأراضي الإيرانية، وتُهدّد بشكلٍ مباشر الأمن القومي الإيراني.
آلية إيرانية جديدة لتأمين الحدود..
وردًا على سلسلة عمليات التيارات المعادية لـ”الجمهورية الإيرانية”؛ على الحدود الغربية، تمثلت الخطوة الأولى في القصف الصاروخي باستخدام المُسيّرات لمناطق استقرار القيادات والعناصر الإرهابية الكُردية.
تلتها الخطوة الثانية؛ هو تقديم “طهران” آلية جديدة من خلال عقد اتفاقية أمنية مع “بغداد” تنص على مضاعفة نفوذ الحكومة العراقية على طول الحدود المشتركة مع “إيران” للحيلولة دون تنفيذ أي أعمال عدائية تُهدد الأمن القومي الإيراني.
وثاني إنجازات زيارة “شمخاني”؛ لـ”العراق”، تمثل في الاتفاق على آلية جديدة تهدف إلى تعزيز المبادلات التجارية؛ حيث يأتي هذا الخبر بعد أيام من انتشار الأخبار بخصوص إنفراجة العُملة عقب الاتفاق مع “السعودية والإمارات”.
وفي فترة “العقوبات الأميركية” الأحادية، لطالما كان “العراق” أحد الأسواق الكبرى التي تؤمن العُملات الأجنبية والسّلع الأساسية لـ”طهران”. وحتى الآن يُعتبر “العراق” أحد أكبر المسّتوردين للكهرباء والغاز الإيراني.
كذلك تُعتبر “أربيل والبصرة” نقطتان هامتان في بناء شبكة مالية وتوفير السّلع الأساسية لـ”الجمهورية الإيرانية”. مع هذا وبعد تغييّر رئيس الوزراء العراقي؛ وفق الخطة الأميركية البديلة، تزداد الضغوط على حكومة “السوداني” للحيلولة دون نقل العُملات الأجنبية والسّلع الأساسية لـ”الجمهورية الإيرانية”.
وفي إطار زيارة “شمخاني”؛ لـ”العراق”، وقّع الجانبان على اتفاقيات جديدة لحل الأزمة المالية وتعزيز المبادلات التجارية. ونوه أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، للاتفاق مع “الإمارات” بشأن تسّهيل التبادل التجاري مع “طهران” بعُملة الدرهم، وقال: “تحديد آليات تنفيذية جديدة للاستفادة من الموارد الناتجة عن مطالب إيران من العراق، وشراء السلع الأساسية وحل مشاكل العُملة للتجار الإيرانيين، بخلاف الاتفاق مع الإمارات، سوف يعمل على تحسّين أوضاع سوق العُملة الإيراني”.
وهذه الاتفاقيات تُثير الأمل باعتباره مقدمات عودة الهدوء إلى السوق وخفض أسعار السلع الأساسية. كذلك هذا الاتفاق قد يُمثل مقدمة لمضاعفة الروابط الاقتصادية بين “طهران” و”بغداد” في مجالات ترميم البنية التحتية، والطاقة، وتوفير المواد الغذائية، وغيرها.
