23 أبريل، 2024 1:26 م
Search
Close this search box.

رغم مرور 20 عامًا .. صناع القرار ومجتمع النخبة الأميركي لا يشعر بالأسف على غزو العراق !

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات – كتابات :

كتب معهد (كوينسي) الأميركي عن النقاش الذي أثارته الذكرى الـ (20) للغزو الأميركي لـ”العراق”، سواء بين السياسيين من صُناع القرار في السياسة الخارجية، أو المراقبين، سواء ممن أيدوا الاحتلال العسكري أو عارضوه، مشيرًا إلى انعقاد لقاء بين المحافظين الأميركيين من مؤيدي الحرب، والذين يعتبرون أن العالم بحاجة إلى دور أكبر لـ”أميركا” وليس أقل.

التقرير الذي أشار إلى أن من كبار المؤيدين لقرار الحرب الكاتب؛ “ماكس بووت”، الذي كتب في مجلة (فورين آفيرز) الأميركية مؤخرًا قائلاً؛ إنه: “من الواضح أن تغييّر النظام (في العراق) لم ينجح على النحو المأمول. واحتلال أفغانستان والعراق كان في الواقع، خطأ فرض ثمنًا باهظًا من الدم والأموال، على كل من الولايات المتحدة – وحتى على الدول التي غّزتها بالطبع”.

لا يوجد إحساس بالأسف !

إلا أن تقرير المعهد الأميركي؛ لفت إلى أنه لم يكن هناك إحساس بالأسف على الغزو؛ يوم الإثنين الماضي، في “معهد أميركان إنتربرايز”؛ الذي يُمثل المحافظين الجُدد، والذي استضاف نقاشًا في إطار سلسلة من الندوات التي تُحاول: “تقديم تحليل قائم على الحقائق لحرب العراق”.

ولفت التقرير إلى أن الإيجاز الذي قدمه المعهد الأميركي حول الحدث؛ يقول فيه أنه سيتناول: “موضوع صناعة الأساطير والتاريخ المسّيس” في الحرب، إلا أن التقرير أكد أن المعهد لم يتطرق إلى التضليل والمعلومات المضللة التي قادت إلى طريق الحرب في المقام الأول، مّذكرًا بأن “أميركان إنتربرايز” نفسه قام بالكثير من أجل نشر هذه المعلومات المضللة في وسائل الإعلام، واللقاءات التي كان يُنظمها وتحظى بحضور كبير وارتباط قوي بـ”أحمد الجلبي”؛ في الفترة التي سبقت غزو “العراق”.

وبدلاً من ذلك؛ أوضح التقرير أن المعهد ركز؛ خلال اللقاء، على السؤال الذي طرحه المحاضر؛ “روبرت كاغان”، الذي قال: “لماذا أمضينا 20 عامًا نتعامل مع هذا الأمر (حرب العراق) على أنه أسوأ كارثة حلت بالولايات المتحدة، وهو أمر ليس كذلك بالتأكيد، بأي مقياس كان ؟”.

تبريرات أميركا للغزو مازالت مستمرة..

وكان من بين المشاركين، الباحثة في المعهد؛ “دانييل بليتكا”، التي كانت تُدير العديد من اللقاءات في المعهد قبل 20 عامًا، وهي أكدت على أنه من المهم عدم التركيز على الحرب من خلال عدسات رؤية مرتبطة بالماضي، وإنما يجب التركيز على فهم المزاج المعاصر.

وتابع التقرير؛ أنه كما كان متوقعًا، فإن الباحثين في “أميركان إنتربرايز” اتفقوا بدرجة كبيرة على أن الغزو كان مبررًا في ذلك الوقت، وأنه في حالة حدوث أي اخفاقات، فإنها تقتصر على وقوع أخطاء مرتبطة بالتنفيذ، خصوصًا في الغزو والاحتلال الذي تبعه.

وخلال الندوة؛ تم تقديم عدد من التفسّيرات للحرب من قبل متحدثين مختلفين، حيث ركز نائب مستشار الأمن القومي في عهد “جورج بوش”، “ستيفين هادلي”، على ما نسّيه الأميركيون خلال الـ 20 سنة التي أتت بعد الغزو، بما في الرعب الذي شعر به الشعب الأميركي والإدارة في أعقاب هجمات 11 أيلول/سبتمبر، وهجمات الجمرة الخبيثة التي تلت ذلك، والخوف العام من أسلحة الدمار الشامل، وكيف تضافرت كلها لتحول “بوش” إلى رئيس في زمن الحرب.

وبالإضافة إلى ذلك؛ ذكر “هادلي”: “كيف كان صدام حسين وحشيًا بالنسّبة لشعبه، ومن خلال الحرب التي استمرت 10 سنوات ضد إيران، وغزو الكويت 1990، واستخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه من الكُرد”.

“كسّر” العراق كان واجب على أميركا !

وبحسّب رواية “هادلي”؛ فإن البديل عن الغزو الأميركي، كان سيتمثل في منح “صدام حسين”: “بطاقة مجانية للخروج من السجن”، وأن يتم رفع العقوبات وتكون “بغداد” بذلك قد تحركت لتطوير أسلحة دمار شامل، وربما يكون “العراق” قام بغزو “الكويت” مجددًا، وربما غزا دولاً أخرى، كـ”السعودية”.

أما الباحث “روبرت كاغان”، الذي تحدث خلال لقاء منفصل إلى جانب المؤرخ؛ “ملفين ليفلر”، فقد اعتبر أن القوة الدافعة لشن الحرب لم تكن أسلحة الدمار الشامل لـ”صدام”، ولا لأنها كانت جزءًا من الحرب على الإرهاب، ولا من أجل السّيطرة على “النفط العراقي”، وإنما الهدف هو السّعي وراء التفوق، أو على حد تعبيره: “محاولة تعّزيز ما يبدو أنه نظام عالمي ديمقراطي بإمكاننا دعمه”.

ونقل التقرير عن “كاغان” قوله إن جانبًا من سبب عدم شعبية الحرب بين الأميركيين؛ خلال العقدين الماضيين، هو أنهم أساءوا فهمها على أنها جزء من الحرب العالمية على الإرهاب بدلاً من كونها استمرارية لمشروع أواخر القرن الـ (20)؛ الهادف إلى إقامة النظام العالمي الليبرالي وحمايته.

ولفت التقرير إلى أنه في اللحظات القليلة التي تطرق فيها المتحدثون على مسألة الآثار طويلة المدى للحرب، فإن “كاغان” كان يرفض المخاوف بشأن كيفية تأثير الحرب على مكانة “واشنطن” العالمية، وتجاهل أيضًا الطريقة المحايدة التي تجاوبت بها معظم دول الجنوب للحرب في “أوكرانيا”، والجوانب الأخرى من الصراع في “العراق”؛ التي أدت إلى تراجع الثقة بـ”الولايات المتحدة”.

وأكد “كاغان”: “أن الفكرة القائلة بأن الولايات المتحدة عّانت من ضربة دائمة لموقعها في العالم، تتناقض مع ما نراه في كافة أنحاء العالم اليوم. وكل ما نسّمعه من بقية العالم – ما لم تكن روسيا أو الصين أو إيران- هو أنهم يريدون المزيد من أميركا، وليس أقل”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب