11 أبريل، 2024 6:43 م
Search
Close this search box.

عيون غربية ترصد .. زيارة الرئيس الصيني إلى “روسيا” وتداعياتها على “الهند” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

يزداد تحول العالم إلى القطبية الثنائية كل يوم، وقد اتضح هذا الأمر من خلال لقاءات؛ الأسبوع الماضي، التي شملت زيارة الرئيس الصيني إلى “روسيا”، وزيارة رئيس وزراء “اليابان” إلى “أوكرانيا”.

ورغم أن زيارة “فوميو كيشيدا”؛ كانت تهدف بشكلٍ كامل لإعلان التضامن مع الأوكرانيين، يبدو أن هدف؛ “شي جين بينغ”، كان أكبر من مجرد السّعي للوساطة بين “روسيا” و”أكرانيا”، وهو توطيد دعائم المحور “الصيني-الروسي”؛ بحسّب تحليل أعده “harsh v. pant”، المنشور على موقع (Observer research foundation)، وأعادت مؤسسة الدراسات “الإيرانية-الأورآسيوية” نشره.

ملامح جديدة تتشكل لنظام عالمي جديد..

إن قطبية القوى العظمى حاليًا أصبح واقع هيكلي واسع النطاق، يُشكل ملامح النظام العالمي الناشيء، وهذا يُمثل علامة تحذير لكل الدول؛ من بينها “الهند”، حيث يسّود شعور بعد نجاح “بكين” في التقريب بين “السعودية” و”إيران”، أن بمقدورها الاستفادة من هذا التسّارع في تعّزيز مصداقية قيادتها العالمية في منطقة “أورآسيا”.

لكن ومع نجاحها في مليء فراغ “الولايات المتحدة” بالشرق الأوسط، والتركيز بشدة على اتفاق “الرياض” و”طهران”؛ لاستئناف العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ العام 2016م، لايزال الصراع “الروسي-الأوكراني” غير مسّتعد؛ حتى الآن، للقبول باتفاق السلام.

ومع إعلان “فلاديمير بوتين”؛ الأخذ في الاعتبار للكثير من بنود مشروع السلام الصيني كأساس لحلحلة الصراع في “أوكرانيا”، متى أبدى الغرب و”كييف” الاستعداد، إلا أن مباحثات السلام تُحدّدها وقائع ميدان الحرب. وحاليًا لا توجد أي حوافز للجلوس على مائدة المفاوضات.

السلام في “أوكرانيا” بالنسبة للصين..

وبالنسبة لـ”الصين”، يُمثل السلام في “أوكرانيا” أولوية بالنظر إلى مشروع السلام المكون من: 12 بند والمنشور قبل نحو شهر. وقد أوضح “بينغ” البنود بشكلٍ عام في لقاء مع “بوتين”، لكنه أكد فقط أن بلاده تؤيد باستمرار السلام والحوار وتلتزم بمنشور “الأمم المتحدة” والحيادية. وهذا يعني وضوح المصالحة “الروسية-الأوكرانية” بالكاد.

وهذا اللقاء؛ (الذي يُمثل أول رسالة خارجية للرئيس الصيني في جولته الرئاسية الثالثة على التوالي)، يؤكد بشكلٍ أساس على متانة العلاقات بين القوتين العالميتين. وقد وصف “بينغ”؛ الجانب الروسي: بـ”الشريك الاستراتيجي” و”القوة الكبرى الجارة”، وأوضح: “العلاقات (الصينية-الروسية) أوقى من مجرد ارتباط ثنائي”.

ويسّعى الجانبان للتأكيد على البنية التحتية الاقتصادية للعلاقات الثنائية، وتقديم مقترحات لتوطيد العلاقات فيما يخص الجوانب المالية، والنقل، والطاقة وخلافه.

وخلف هذه الصورة التجارية والاقتصادية، يُشكل هذا التوازن العالمي مسّار علاقاتهما.

مخاوف أميركية وغربية تزداد..

وتزداد المخاوف الغربية إزاء تقوية العلاقات الدفاعية “الصينية-الروسية”. وكان “ينس ستولتنبرغ”؛ أمين عام حلف الـ (ناتو)، كان قد حذر من تقديم الجانب الصيني مسّاعدات مميتة للجانب الروسي، وقال: “لا نملك أي وثيقة تدل على تسّليم الصين أسلحة مميتة، لكن الشواهد تؤكد أن روسيا طلبت بالفعل مسّاعدات من الصين”.

و”موسكو”؛ باعتبارها شريك صغير في علاقة كانت تفتقر قبل عدة سنوات للجوانب الاستراتيجية، قد اتخذت حاليًا موقفًا قويًا.

وبالنظر إلى السياسات الغربية، وتقديم خطط سياسات “بوتين” و”بينغ” الخارجية بالمعادية للغرب، فإن التحالف “الصيني-الروسي” بصّدد التحول إلى محور حقيقي يمتلك إمكانية إعادة تشّكيل الجغرافيا السياسية لحقبة ما بعد الحرب الباردة.

لكن “روسيا” معزولة بقوة ومتضررة من المنظور الاقتصادي وتحتاج للدعم الصيني في المحافظة على تطلعاتها الجيوسياسية. و”الصين” لا تميل؛ حتى الآن، إلى تجاوز الخطاب اللفظي إزاء الاعتداء الروسي على “أوكرانيا”.

وبالنسّبة لـ”الصين”؛ ترتبط أهمية “موسكو” بقدرتها على تهديد سيّادة “الولايات المتحدة”، بينما المكاسّب الاقتصادية الصينية في العالم الغربي أكبر من أن تورط في حرب عسكرية ليس لها فيها مصلحة تقريبًا.

وعليه؛ وبينما يشهد العالم فرش “بوتين” البساط الأحمر لصديقه العزيز؛ “بينغ”، فقد تطرق الزعيم الصيني للحديث عن الدعم العسكري المحتمل.

ورغم حاجة “بينغ” إلى “بوتين” في المواجهة المتزايدة مع “الولايات المتحدة”؛ وبخاصة على المشهد “الهندي” و”المحيط الهاديء”، فالتعاون الاستراتيجي الأساس مع “روسيا” سوف يؤدي إلى المزيد من التأثيرات السلبية في العلاقات الصينية مع “أوروبا”. ويأمل “بينغ” في أن يتيح دعم “بوتين”؛ لـ”الصين”، القدرة لإدارة توازن القوة لصالحها.

لكن هذه الرقصة الدبلوماسية لن تُفضي إلى حل الأزمة الأوكرانية، ولم تهدف إلى ذلك بالأساس؛ ولكن يُركز الرئيس الصيني على امتلاك القدرة على موازنة القوى في “الهند” و”المحيط الهاديء”، و”بوتين” الشريك صغير يميل إلى تشتّيت انتباه الغرب عن شريك مريح.

ومن المتوقع أن يترك المحور “الصيني-الروسي” تأثيرات جذرية على حسابات “الهند” الأمنية. ويحجم المجتمع الاستراتيجي “الهند” حتى الآن عن الانخراط في نقاش أساس حول هذه المسألة. ولو تُريد “دلهي” الاستفادة بشكل كامل من توازن القوى العالمية الناشئة، فإن عليها تغيّير هذا الموضوع سريعًا.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب