19 ديسمبر، 2024 6:08 ص

ما يحركنا لا يحركهم

ما يحركنا لا يحركهم

الفرق بين التفكير الشرقي والغربي كبير , ومن الصعب التقارب بين الحالتين , فالعقول مبرمجة وفقا لبيئتها وما يُراد لها أن تكون عليه وتتفاعل معه , وربما من الصعب الفهم المشترك بين الطرفين حول ما يراه كل منهما.
فالشرق شرق والغرب غرب , والشمال شمال والجنوب جنوب!!
البعض سيقول إننا نعيش في زمن العولمة والتواصلات السريعة بين البشر , وهم على صواب , غير أن الموضوع يحتاج لأكثر من جيل لتشترك العقول برؤاها وإقتراباتها مما يحيطها إن إستطاعت , أما في العقود العديدة القادمات فالأحوال لن تتغير كثيرا , وكأن البشرية تسير على ذات الدرب الذي سلكته منذ الأزل , فالعزلة قد تكون نفسية أو إنفعالية , وهذه أكثر تأثيرا من العزلة المادية.
وما يقلق أن البشر أصبح منشدا إلى أجهزة إليكترونية وملتصق بشاشات متنوعة الأحجام , ولا يستطيع الإبتعاد عنها ولو لدقائق , مما يعني أن التفاعل البشري – البشري الحي سيصبح مجهولا , وستفقد الأجيال مهارات التواصل الإنساني مع بعضها , وسيؤدي إلى تنامي العدوانية , والتفاعلات السلبية , التي ربما ستقضي على الوجود الحضاري في الأرض.
فالدوران له قوانينه وسلطانه الذي يغيب عن مداركنا , ولسوف يفرض إرادته على سكان المعمورة الغير قادرة على التوقف أو إبطاء سرعتها ولو للحظات , لأنها ستتسبب بكوارث إفنائية.
والمشكلة أن العقول تتباين , ولا يوجد شخصان يتطابقان عقليا , فكيف بمجتمعات ومجتمعات , فالتمترس بالمعتقدات والرؤى والتصورات من المخاطر الشرسات الفاعلات في الحياة على مر العصور , ولن يشذ عنها عصر مهما توهمنا ورأينا.
وهذا يفسر كيف أن القوى الغربية تعقّد المشاكل الشرقية , لتفاوت الفهم والإدراك وإختلاف الثوابت والمعايير.
فالقول ” أهل مكة أدرى بشعابها” يصح في كل مكان وزمان , أي أن أصحاب المشكلة أعرف بحلها , أما الأجنبي فلن يحلها لهم , وسيعضلها ويستنزفهم بها , وفي واقع المنطقة العديد من التحديات التي تطورت وتعضلت , بسبب الإقترابات المتباعدة بين أطرافها.
فهل لنا أن ندرك هذه البديهية السلوكية , وننكر حياة المغفلين؟!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات