22 نوفمبر، 2024 1:17 م
Search
Close this search box.

اختراق ميادين العمل المحجوزة لجنس واحد فقط

اختراق ميادين العمل المحجوزة لجنس واحد فقط

كان يقال حتى وقت قريب وربما لايزال يقول البعض ان مكان المراة هو البيت ولا تصلح للعمل في بيئة يغلب عليها عمل الرجال . وكان هذا هو الحال في ايرالندا في اواخر القرن التاسع عشر كما اوضحه الفيلم الاجنبي البرت نوبس( Albert Nobbs ) وهو اسم الرجل الذي كانت تحتفي وراءه امراة ايرليدنية تعيل اسرة لها امالها واحلامها اسوة بباقي الاسر الاخرى . وكانت فرص العمل محدودة حتى للرجال ولم يكن لهذه المراة مصدر رزق اخر فاضطرها الحال ان تتظاهر شكلا وملبسا وسلوكا على انها رجل كي تتأهل وتقبل على انها رجل قادر على العمل في احد فنادق ايرلندا بصفة كبير الخدم في الفندق وظلت على هذا الوضع متنكرة على انها رجل بزي رجل تعمل في بيئة كلها رجال دون ان يعلم احد بهوية جنسها . وقد اتقنت هذا العمل الذي لم يكن يتقنه الا الرجال في ذلك الزمان ولكن بقاء الحال من المحال الى ان تم كشف هوية جنسها صدفة, هذه هي قصة الفيلم.
كان هذا الفيلم عبارة عن رسالة عن تطور نظرة المجتمع الى المراة وقدرتها البدنية والذهنية والجسدية على التنافس والتكيف للبقاء واثباتا لنظرية دارون (The Survival for the Fittest) البقاء للافضل. حيث بذكاء هذه المراة وقدرتها على سلوك هذا الطريق الملغوم بشكل غير مسبوق استطاعت العيش مع عائلتها بشكل افضل من اقرانها واستطاعت ان تبتكر وسيلة للتغلب على الصعاب وابتكارها هذا كان استثناءا ومحفزا على كسر القيود الجبارة بادوات بسيطة ومتوفرة ولكنها لاتخطر على البال.
هكذا كانت تعيش المراة الاوربية او الغربية بالذات في عقود مضت حيث كان ينظر اليها كمخلوق ضعيف واتكالي وسهل الافتراس من قبل ذكور المجتمع(Human Predators ) مما يدفع هؤلاء الذكور بحجر النساء الاقارب في البيوت وعدم تعريضهن لبيئة الرجال التي تنتظر هذه الفرائس من النساء وتتلقفها مما يجعلل المراة تبحث عن مسالك امنة وغير ملغومة بالغام الشرف والاستهلاك الجنسي كسلع سهلة الاغراء. مسالك توهم الذكور وتجعلهم يعتقدون بسهولة الايقاع بهذا المخلوق الضعيف وهذا الاعتقاد عند الذكور ناتج من الصورة النمطية المتجذرة في ذهن الرجل بعدم قدرة المراة على الدفاع وضعف آلية الصمود عندها وغريزة التجاذب غير المتكافىء.
هذا حال ميدان العمل وفرصه قبل القرن العشرين ولكن تطور الحال بعد ذلك القرن كما هو معلوم للجميع واصبحت المراة جزء مهم من هذا الميدان وحققت انجازات كبرى واثبت وجود وضحت من اجل اثبات ذلك كما حدث ل ( أميليا ايرهارت) (Amelia Earhart)التي برعت في ميدان قيادة الطائرات وضحت بحياتها عندما حاولت عبور المحيط الاطلسي بمفردها ودون توقف بطائرتها في النصف الاول من القرن العشرين واختفت بشكل غامض الى ان اكتشف رفاتها في احدى جزر المحيط الاطلسي قبل فترة وجيزة في هذا النصف الاول من القرن الحادي والعشرين.
وفي هذا القرن القرن الحادي والعشرين وكما يقال في الالفية الثالثة نالت النساء معظم حقوقهن الطبيعية واصبحن يمتهن اغلب المهن وحتى الرجالية منها وحتى حصل على سبيل المثال تأنيث فرق كرة القدم فظهرت فرق كرة القدم النسوية (All Women Football Teams) وتم تنظيم بطولات عالمية لها بحكماتها ولاعباتها.
وخلاصة القول ما لا يريد الفيلم قوله ان النساء لم يدخلن سوق العمل ولم يشاركن وليس قادرات على العمل بانواعه ولكن اراد ايصال رسالة مفاداها انه عند عدم توفر الفرص وعند الحاجة والاعتياز وتوفر القدره البدنية والعقلية على العمل ما على المرء الا سلوك طرق مشروعة ولو انها غريبة وغير مسلوكة من قبل(Unchartered Territories ) من اجل تحقيق الاهداف ومواصلة العيش والاسهام في الحياة . وبالعمل وتطور الحياة وسياقاتها سيدرك الانسان مواطن الخلل. وفي ماياتي من قرون هل ستزال الفوارق البدنية والفسيلوجية والعقلية ونرى اختلاط فعلي في ميادين العمل المحجوزة لجنس واحد فقط كما حدث في ميدان التمريض وظهور الممرضين الذكور ( Male Nurses) او كفرق كرة القدم النسوية وبطولاتها او كما حدث في الجيوش الحربية وظهور الضابط من الاناث (Female Officers) ؟

 

أحدث المقالات