القول بوجود تظاهرات سلمية يحتمل العديد من التعريفات والمتفق عليه أن لا يستعمل فيها سلاح , لكن التظاهرات تتخللها أعمال الشغب , وتلك من طبائع السلوك عبر العصور.
التظاهر السلمي بتعريفه الدقيق , لن يأتي بنتائج ذات قيمة وطنية في المجتمعات التي فيها أنظمة حكم لا وطنية , تتصف بالظلم والفساد والفشل الذريع , لأنها ستعتبر أي تظاهر عدوانا عليها وستواجهه بالحديد والنار , فهي ضد الوطن والشعب , ولا يهمها إذا سفكت دماء الأبرياء , فذلك من صلب مهامها , ومتطلبات تواجدها في الحكم.
التظاهرات السلمية لها قيمتها وتأثيرها في المجتمعات المحظوظة بحكومات وطنية , تجتهد لتأمين حاجات المواطنين والسهر على راحتهم وتحقيق سعادتهم الإنسانية.
ولهذا تكون المظاهرات في المجتمعات الديمقراطية المتحضرة التي تحترم قيمة الإنسان , ذات تاثير مباشر على نظام الحكم , وتؤدي إلى إسقاط الحكومات وتغيير السياسات.
وفي مجتمعات الدول الفاشلة تنتهي التظاهرات إلى قتل للمتظاهرين , وإعتقالات وترويع وتهديد وخطف وتدمير للوجود الوطني , وهذه الأساليب ربما ستدفع ذات يوم إلى أن تتحول التظاهرات من سلمية إلى مسلحة , لأن الأجيال الصاعدة سترى الأمور بمنظار آخر , وعندما تجد الموت هو الثمن المباشر للتظاهر فستتسلح.
ولهذا فأن المجتمعات التي تكررت فيها التظاهرات السلمية دون مردودات إيجابية , ربما ستنطلق فيها التظاهرات المسلحة , وعندها ستهرب القوى التي كانت تواجهها بالقسوة وسفك الدماء.
فهل سترعوي أنظمة الحكم , وترى الواقع بعيون الوطن؟!!