الدنيا تتدحرج وتتقلب على سفوح القوارع الجسام , وتستخرج أشد ما فيها من أدوات الشرور والعدوان , وتريد التوقف في وهاد سقر.
دول ذات قدرات أبعد دمارا من الأسلحة النووية , تشحذ أسنانها , وتبرز مخالبها , وتكشر أنيابها , وتسعى لحتفٍ شديد بإرادتها , وكأنها مسخرة لتمرير سطوة الأرض التي أنهكها البشر.
فهل الأرض تقود ما عليها؟
وهل الذي يتحرك فوق التراب إنتمى إلى ميادين الألس والأفون؟
إن ما يحصل في الدنيا لم تعهد كمثله على مدى العصور , فهل ستقع الواقعة ويفور التنور؟
فما يجري لا تستوعبه العقول , ويمكن تفسيره , بآليات النفوس الأمّارة بالسوء , والنوازع المطلوقة الشرور؟
فهل خلت الأرض من أعمدة الحلم والحكمة؟
وهل تهاوت النواهي في حفر المخاطر والجنون؟
يقولون أن البشر في محنة عقلية , والحقيقة أنها محنة نفسية , فالتطورات المتسارعة , أجهزت على الذات المتماسكة , وقتلت قدرات ضبط نوازعها , فأصبح الناس سكارى وما هم بسكارى , فتحركت أساطيل الشرور في البحر والبر والجو.
وكأنها القارعة , وما أدراك ما هي!!
وكل من عليها فان!!
فلا حضارة ولا بشر إنسان!!
فقبعة الباء طارت!!
وبها الألباب حارت!!
والحضارات ثارت!!