الديمقراطية التي أريد لها أن تكون نقمة لا نعمة , كالنفط الذي أحرق البلاد والعباد , تتلخص بتكرار التظاهرات والإحتجاجات العبثية , التي لا تؤدي إلى نتائج ذات قيمة وأثر , وتساهم بزيادة الطين بلة.
مجتمعات الديمقراطية الحقيقية , للشعب فيها صوته وقيمته وحقوقه الإنسانية , وتظاهراتها قادرة على التغيير.
مجتمعات كثيرة تظاهرت وحققت إرادتها , وبعضها تظاهرت لتعود إلى ما وراء مربع إنطلاقها , فمظاهراتها تنقلب وبالا عليها , وقد تُسمى ثورات , وهي بلا مردودات إيجابية , وتنتهي بسفك الدماء والعودة إلى ما وراء الوراء.
هذه السلوكيات المكررة آليات نفسية لتأكيد العجز الجماهيري الُمُتعلم , وتأمين الإستسلام والرضوخ والتبعية والإذعانية , وتفريغ العمل الجماهيري من محتواه الإنساني والتنويري والتثويري.
فلا بد من الإستسلام للأمر الواقع , فالذي لا يرضى بالحمى سيأتيه الموت , وستتحول حياته إلى عصف مأكول.
ترى ما فائدة تظاهرات لا تؤتي أوكلها؟
ما معنى أن يتظاهر الناس بلا قيادة واعية ذات رؤية واضحة وأهداف راسخة تؤمن بها؟
ما هدف تظاهرات تنطق بلسان وطن وتعمل ضده؟
فمن الصعب أن تجد في تأريخ البشرية مظاهرات كبيرة لا تصل إلى نتيجة حاسمة , ولا يصح أن تكون إستعراضية وعبثية.
وكأن الأمور واضحة لا تستوجب سفك دماء ومواجهات , فمعطيات الأهواء بأنواعها ألصقت بالديمقراطية.
فهل تحقق ما ينفع الناس؟
وهل بُنيت دولة , ومؤسسات تعليم ورعاية صحية ومراكز ترفيهية لإسعاد المواطنين؟
إنها ديمقراطية السلب والنهب والفساد , والتبعية والخنوع والإذعان للآخرين.
فهل ستستيقظ مجتمعات أسلمت أمرها للطامعين بها بإسم دين؟!!