19 ديسمبر، 2024 12:36 ص

السياسة باعتبارها فن صناعة المشاكل

السياسة باعتبارها فن صناعة المشاكل

صارت السياسة تعني

صناعة المشاكل!

أو حل المشاكل بالمشاكل!

أو إدارة الأزمات بصناعة الأزمات!

حيث يصنع الساسة أو السلطويون للناس الذين هم إما مخدوعون أومقموعون،  مشاكل جديدة، ربما أسوأ من سابقاتها، من إجل تحصيلالرضا والشكر على المشاكل السابقة ونسيان أصل المشكلة!

وأن يبقى الناس بالتالي مدينين لهم بالجميل!، مستعدين للتضحية منأجلهم ومن أجل الأنظمة أو الأوطان التي يمثلونها أو يحكمونها أويحلبونها أبقارا ذلولة، أو يتاجرون بها في الأسواق سلعا رخيصة!

يحكى أن رجلا ذهب يشكو لجحا مشكلته قائلا :

أنا أسكن مع زوجتي وأطفالي الستة وأمي وحماتي في غرفة واحدة. وهذا يرهقني، فماذا أفعل؟

قال له جحا: اذهب واشترِ حماراً وأسكنه معك بالغرفة وعد بعد يومين!

عاد الرجل بعد يومين وقال له:

يا جحا، الأمر صار أسوء!

فقال له جحا:

اذهب واشترِ خروفاً وضعه معك بالغرفه وعد بعد يومين!

عاد الرجل ووجهه شاحب وقال له:

امر أصبح لا يطاق!

قال له جحا:

اذهب واشترِ دجاجةً وعد بعد يومين!

عاد الرجل وقد أوشك على الهلاك أو الجنون!

قال له جحا:

اذهب وبِعِ الحمار وأخبرني!

عاد الرجل وقال له:

لقد تحسن الأمر قليلاً!

ثم قال له:

اذهب وبِعِ الخروف وأخبرني!

عاد الرجل وقال لجحا:

الوضع تحسن كثيرا!

قال له جحا:

اذهب وبِعِ الدجاجة وأخبرني!

رجع الرجل وقال له:

أنا بأفضل حال أشكرك من القلب! يا سيدي!

وينبغي أن لا ننسى دور الشعوب المتناقضة المتضاربة في مكوناتهاواعتقاداتها وأخلاقها وطبائعها وصفاتها وعاداتها ومواقفها وأحوالهاوأهدافها ومصالحها!

ولا ننسى أيضا أن أكثر الناس يحبون الراحة والكسل، ولو عاشوامخدوعين أو مقموعين أو حتى عبيدا وخدمة وحماة للسلطويين الذينيبدون عادة، أقوياء نافذين محظوظين حكماء جذابين!  

وحيث أن خداع الناس أسهل عادة من إقناعهم أنهم مخدوعون!

وأن استخدامهم أو توظيفهم لا يحتاج إلى ذكاء كبير!