جعجع: صوَّتَ. وجعجع الشخص: علا صوته بوعيد لا يستطيع إنجازه
مجتمعاتنا بارعة بالجعجعة , وغيرها منهمكة بإنتاج الطحين لتوفير الطعام اللازم لقوتها وقدرتها على قيادة الحياة بعزة وكرامة.
معظم دول الأمة تنتج أقل من نصف حاجتها من الطحين , لأنها أهملت الزراعة وتوهمت أن التأخر بالزراعة , وأنها بلدان زراعية , وحسبت بتركها للزراعة ستتحول إلى دول صناعية معاصرة , فأضاعت الخطو بالإتجاهين.
فلا هي زرعت لتحصد , ولا صنعت لتنتج , وتعرف ” مَن زرع حصد ” , ومن لم يزرع لن يمتلك بيدرا.
تناثرت بيادر عزتنا وكرامتنا , وأصبحنا نستجدي طعامنا من أعدائنا الذين يستعبدوننا بما يصدرونه إلينا .
وقد نجحت سياساتهم المخادعة بتدمير زراعة الرز والحنطة والذرة والقطن , وغيرها من المحاصيل المهمة للإقتصاد والحياة.
حتى أصبحنا نأنف الحيوانات ونحتقر مَن يربيها ونحسبه من المتخلفين.
واليوم العالم يناشد الدول المهتمة بالأبقار لتزويده بالحليب الضروري لطعام الأطفال , فتلك الدول تعتبر الأبقار من أهم أعمدة إقتصادها.
فهل لدينا ثروة حيوانية؟
في مجتمعاتنا جعجعات حاميات , وإن تحدثت عن الطحين أشاحوا الطرف وصموا الآذان , وحسبوك تنطق بما لا ينفع , وعندما تسألهم عن نفع الجعجعة العاصفة في الديار , تواجه بأعاصير جعجعات , فهذا هو الإنجاز والعمل , وكل يرى أنه السيد والسلطان والعارف ودرة الزمان.
إنها التصرفات اللاواقعية المضللة المخادعة المدمرة للوجود الحر العزيز , فمجتمعاتنا تجعجع ديمقراطيا , وكرسويا وتؤدين خطاباتها الجوفاء وتحسب القول العمل.
إن الحياة ذات مفردات بسيطة واضحة , تواصلت على هديها الأجيال فوق التراب , ولا يمكن إهمالها وتأمين الحياة العزيزة , وخلاصة المفردات الزراعة والثروة الحيوانية , وبدونهما لا تدوم الحياة , لأن الطعام داينمو البقاء , وسلاف القوة والإقتدار.
فهل سنأكل مما تجود به أرضنا ومن عطاء المواشي في ديارنا؟!!
وإلى متى سنجعجع وقد غاب الطحين؟!!