19 ديسمبر، 2024 12:52 ص

الأحزاب في مجتمعات الدنيا وطنية أولا , ولا توجد أحزاب غير وطنية إلا في مجتمعاتنا , المبتلاة بلعبة الأحزاب اللازمة لتأمين مصالح الطامعين بثروات الأمة , والذين يتحذونها وسيلة للوصول إلى أهدافهم الإستحواذية عليها.
فأحزابنا مؤدينة , قومية , وأممية , وجميعها لا وطنية , والوطن يأتي بالمرتبة الأخيرة في أدبياتها.
فالأحزاب المؤدينة لا تؤمن بوطن , وتعيش أوهام معتقداتها , وترى أنها يجب أن تتولى حكم العالم.
والأحزاب القومية بسلوكها ضد الوطن والأمة , وفعلت ما فعلته منذ إنطلاقها , وكيف آلت الأوضاع بسببها.
أما الأحزاب الأممية وعلى رأسها الحزب الشيوعي , فما قدم شيئا لأي وطن , ففي مجتمعاتنا تحول إلى سبب للصراعات الدامية المستنزفة لطاقات الأجيال , بينما أحزاب الدنيا الشيوعية تتسم بالوطنية والعمل على تأمين قوة مجتمعاتها وتطويرها.
ووفقا لهذا لا توجد عندنا أحزاب وطنية بالمعنى الحقيقي والفعلي , وحصل ويحصل في ديارنا , أن مَن تسمي نفسها أحزابا , كأنها العصابة , فتنهب وتسلب وتقتل وتدمر , حتى تتمكن منها عصابة أخرى , وتفعل ذات الشيئ أو أكثر وحشية وقسوة؟
وعندما تقرأ مسيرة الأحزاب تجدها كذلك ولا فرق بينها , فهي تدور في ذات الحلقة المفرغة الناعورية الطباع , ولا تحصد المجتمعات منها غير الويلات والتداعيات ’ والإنهيارات الإقتصادية والأخلاقية والقيمية , وتفقد ما يشير إلى وجودها وذاتها وموضوعها.
ومَن يرى أن لدينا أحزاب وطنية , عليه أن يأتي بدليل وبرهان عملي على أنها ذات إنجازات وطنية قائمة في البلاد.
إن غياب الأحزاب الوطنية يفسر مسيرة دول الأمة نحو التقهقر , حتى صار ما مضى أجمل وأرقى مما حضر , وتلك علامة إندثار وطاقة إنقراض تساهم في تنميتها الأحزاب المؤمنة بغير الوطن!!
فكيف يبني وطنا من لا يؤمن بوطن؟!!