18 ديسمبر، 2024 11:56 ص

الانسداد السياسي وعصر الإتحاد

الانسداد السياسي وعصر الإتحاد

الجغرافية قبل التاريخ تؤكد لنا، باننا شعب واحد على ارض واحدة، لسنا شعبين على ارضين ولا ثلاثة شعوب على عدة اراض! من هنا تم تسميتنا “بالاصليين” لأننا سكنا هذه الارض قبل اكثر من 4500 سنة، ولا نكتب انشاء لسد الفراغ ، أو إملاء لصفحات الكتابة، ولا مجال لاحد سوى تقديم الدلائل والاثباتات والبراهين، هل هناك انسان نيادرتال عراقي؟ متى واين؟
نعم كان هناك انسان نيادرتال عراقي سكن كهوف شالندر (شانيدر) في محافظة السليمانية على ضفاف الزاب، وقد اكتشف ذلك وأثبته العلامة رالف من جامعة مشيغان عام 1951 وكان الاكتشاف كبيراً ومهماً، اذ عثروا داخل الكهف على ثلاثة طبقات، الاول منها كان للمعيشة والثاني للاب والام والثالث للاولاد، وبعد إرسال التربة والعظام الى المختبر، تبين ان عمره يعود لاكثر من 4000 سنة، اذن نحن امام حضارة العراق القديمة..
حضارتنا التي نعيشها إلى اليوم ، ونتفاخر بها نحن أبناء هذا الوطن وهذه الحضارة العريقة، نجد اتحادنا قوة وثباتا واطمئنانا ومحبة، تسند الكتف الكتف والروح تعانق الروح، وألا نفترق لأننا على حافة جبل شاهق تحته هاوية، بأيادينا معا نتسلق جبل التحديات وننزل منه مطمئنين؛ لأن كل يد تنتظر وصول اليد الأخرى، وفرقتنا هي السقوط الذي قد لا يخرجنا من قاع الهاوية.
أننا متجانسون، ليس لأننا نتشابه في الشكل واللون، أو المنحدر العرقي والانتماء القبلي والمناطقي.. من هذا المنطلق التفصيلي عن الحياة ، هل يتعذر الوصول إلى جادة الصواب والنجاح في الانفتاح السياسي من أجل الاصلاح؟ ام أن الانتقال إلى قانون الدولة العادل، الذي يتيح للجميع تطبيق العدالة والمساواة بين أبناء الشعب الواحد، صار بعيدا علينا؟ بناء الدولة ودعم التجربة العراقية الجديدة للديمقراطيه النزيهة، المجردة من المصالح الشخصية، والأخذ بالاتجاه الاعم بغض النظر عن الاتجاهات الحزبية والعرقية والميولات الأخرى، والسعي للاصلاح يحتاج رجالا يصنعون المواقف لا العكس.. لذا يتحتم على الجميع الابتعاد عن أنا وأنت؛ ونجتمع بكلمة النجاح نحن، لنتجرد من كلمة أنا التي أعاقت المسيرة في العراق، لانها تغلبت لدى البعض واختفت من البعض.. فأين نحن من كل هذا وذاك؟
كنتيجة منطقية فإن أي فصل بيننا مرفوض من أصله، إلا إذا اعتبرنا أنفسنا غرباء عن بعضنا، والحقيقة الحيوية والتشريحية تقول، إن الجسد الواحد لا يعيش بعناصر متنافرة، فنحن الحاصل الفعلي الواقعي، أي مكوَّن واحد نعيش معا بضرورة الحياة والوجود والكينونة، والحب.. وإن افترقنا أو فرقنا فإننا لم نعد نحن، بل نكون ذرات غبار تهزمها نفخة طفل!
سنسأل أنفسنا هذا السؤال: هل لدينا القدرة والعدة لطريق الغد؟ بعد تأمل عميق تصفو به عقولنا، وتؤمن به قلوبنا سنصل لإجابة ليست بدعا علينا، وإنما توصلت إليها من قبل كل حضارة حققت المجد والسؤدد وهي:
أولا: عدتنا؛ أن نتوقف تماما عن التطلع خلفا وجانبا، ويكون تطلعنا فقط للأمام.
ثانيا: قدرتنا؛ أن نعمل بهمة كل ما نستطيع الآن، ومن أي مكان، ليس أكثر.
أما الوعد الذي علينا لطريق المستقبل: فإنه يجب أن نعمل، لما نؤمن بأنه حق وعدل ومصير وكرامة ورفعة، وأن لا خيار آخر!