العراقيون أناس طيبون , حضاريون , إنسانيون , يتدفقون بالحيوية والإرادة الإقتدارية الكبرى , وفيهم طاقات فذة ذات إمكانات مطلقة , وقوة تستطيع أن تغير مسيرة البشرية كعادتهم منذ الأزل.
فالعراقي تتوطنه روح الإبداع والإبتكار والتجديد والتخليق الأصيل , وبناء عمارة الأفكار والرؤى الجديرة بإحداث الثورات المعرفية عبر العصور.
فهو الذي علم الدنيا الكتابة , وأرشد البشرية إلى قيمة العقل , ودوره في إمداد نهر الحياة بالأمواج اللازمة لجريانه الدفاق , فانبثقت منه البُني الأساسية للحضارات الإنسانية.
وهو سبّاق ومعطاء ومتوثب نحو تحويل أفكاره إلى طاقات فاعلة في الأرض.
وبسبب العنفوان الحضاري الكامن في أعماقه , فأن القوى المرعوبة منه , تسعى لخنقه وتخميده , ومنعه من التفاعل الحر مع إرادة الحياة لأنها تخشاه.
ولهذا يتم تسليط قوى تحكمه وتحارب تطلعاته وتمنعه من المشاركة الفاعلة في عصره , وبرغم المعوقات والمصدات والتحديات بأنواعها , فأنه ينبثق كالينبوع الدافق الخالد في الأرجاء , ويساهم برسم لوحة الوجود البشري بريشته ذات المهارة والتعبيرية المتميزة.
ولهذا تجد للعراقي لمسات في مسيرة الإنسانية المعاصرة , فلا يخلو موطن إبداعي من مشاركته , فالقائلون بعدم إسهامنا في صناعة المدنية يكذبون , فالعراقي يفوح عبير أصالته المعرفية في ربوع الدنيا , وما إنقطع يوما عن تعبيد مسارات الرقاء والتجدد والنماء.
فتحية للإنسان العراقي الأصيل.
د-صادق السامرائي