وحدد تقرير أصدرته لجنة كبرى في ولاية بنسلفانيا الامريكية أكثر من 1000 ضحية تعرضوا لانتهاكات اقترفها مئات القساوسة خلال سبعة عقود في هذه الولاية وحدها، وفي يوليو/تموز 2018م، وافق البابا فرانسيس على استقالة الكاردينال (ثيودور ماكاريك) أحد أبرز الشخصيات في الكنائس الأمريكية في أعقاب مزاعم ارتكابه انتهاكات جنسية بحق مراهق، وفي أكتوبر/تشرين الأول عام2018م تنحى مطران واشنطن العاصمة الكاردينال (دونال ويرل) عن منصبه بعد انتقادات لتعامله مع حالات الانتهاكات.
وبشأن هذه الفضائح التي غطت العديد من رجال الدين الكاثوليك حول العالم في الاونة الاخيرة، وتحديداً: فرنسا وإيرلنده وبلجيكا وهولنده والنمسا واسبانيا ودول أمريكا اللاتينية بالاضلفة الى الولايات المتحدة الامركية التي يبلغ نفوس الكاثوليك فيها حوالي (50) مليون شخص، قال البابا فرانسيس إن صدقية الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة قد تضررت بشكل كبير بفضيحة الانتهاكات الجنسية بحق لأطفال المتواصلة هناك، وأوضح في رسالة وجهها إلى الأساقفة الأمريكيين الذين كانوا في لقاء ديني في شيكاغو أن جهود التغطية على هذه الجرائم تسببت في ضرر أكبر. ودعا الأساقفة إلى إنهاء الخلافات والتشاحن الداخلي وإظهار الوحدة في تعاملهم مع الأزمة. وقد تصاعدت حدة تعليقات البابا على الانتهاكات الجنسية بحق الأطفال بشكل مطرد، وفي رسالة موسعة نشرها الفاتيكان قال البابا إن “الأذى الناجم” عن تلك الأزمة تسبب في حالة من “الفرقة والشقاق” في صفوف الأساقفة الأمريكيين.
وبشأن الفضائع الجنسية في الكنائس الاخرى غير الكاثوليكية، فقد شهدت أكبر كنيسة بروتستانتية في الولايات المتحدة، وهي المؤتمر المعمداني الجنوبي، فضيحة جنسية واسعة النطاق، كشف عنها صحافيون وتورط فيها نحو 400 كاهن ومتطوع ومرب على امتداد عقدين.
كما كشف النقاب عن أن داعرة مراهقة صارت واحدا من الكهنة والقساوسة التابعين للكنيسة الأنجليكانية في بريطانيا، ونقلت وسائل الإعلام البريطانية المقروءة والمسموعة في 19 أكتوبر/ تشرين الاول عام 2003م تقارير تزعم أن أسقف كانتربري وهو زعيم الكنيسة الأنكليكانية في العالم السابق اللورد (جورج كيري) اعترف بأنه كان وراء تعيين مراهقة داعرة في منصب كهنوتي في الكنيسة، وقالت التقارير أن الأسقف السابق ابلغ مجلس اللوردات البريطاني الذي انضم إليه بصفته الدينية من بعد تقاعده قبل شهور في سنة 2003م ، أنه أقنع تلك الفتاة الداعرة بأن تنضم إلى فصول دراسات دينية وهذا ما فعلته وهي الآن واحدة من القساوسة المتميزين في الكنيسة الأنجليكانية في العاصمة البريطانية. وجاء كلام الأسقف السابق الذي كشف النقاب عنه في 19/10/2003م خلال مناقشات لمجلس اللوردات البريطاني وهو جهة التشريع العليا في المملكة المتحدة لضبط الدعارة في أرجاء البلاد. https://elaph.com/Web/Archive
وعلى الصعيد نفسه اعترف الاسقف (جاستن ويلبي) رئيس الكنيسة الانكليكانية والزعيم الروحي لأكثر من 85 مليون مسيحي من الطائفة الانجليكانية البروتستانتية بالعالم لوسائل الإعلام البريطانية آنذاك، وهو اكتشافه بأنه ابن غير شرعي لمن كان زوجا لأمه طوال عامين بالخمسينات، وكان يظن دائما وكذلك والدته، بأنه ابن أبيه الذي يحمل اسمه، ثم صعق حين اكتشف أن الرجل الذي خرج من صلبه توفي في 2013م بعمر 90 سنة، وهو السير (أنتوني مونتاغيو براون) آخر سكرتير خاص لرئيس وزراء بريطانيا الراحل ونستون تشرشل في 1965م.
وعَدَّ (جاستن ويلبي) ما اكتشفه “مفاجأة شاملة” صدمته حين أجرى فحصا قبل أسبوعين لحمضه النووي، وجاء مطابقا لنظيره في أبيه الحقيقي والبيولوجي؛ لكنه لم يعلن عن السر الذي عرفه إلا لصحافي من صحيفة “التلغراف” البريطانية التي نشرت المقابلة معه بموقعها الإلكتروني في يوم الجمعة المصادف 9 ابريل/ نيسان عام2016م، وفي الموقع ذاته تناقلت أيضا بقية وسائل الإعلام باهتمام كبير عن كبير الاساقفة (جاستن ويلبي) الذي كان يظن طوال حياته بأنه ثمرة شرعية وأصيلة لزواج دام سنتين فقط بدءا من ربيع 1955م بين والدته و(غافن ويلبي)، ابن مهاجر يهودي وكان بائعا للويسكي، توفي في عام1977م بسبب ادمانه على التدخين والخمور، واستسلم كل منهما لغريزته.
وبعد فحص الحمض النووي، حمل كبير الاساقفة (جاستن ويلبي) نتائجه إلى والدته (جين وليامس)، البالغة عمرها 86 سنة، ولم يكن لها مع دليل الفحص الدامغ أمامها إلا أن تعترف للابن بأنها “قضت ليلة” فعلا مع (أنتوني براون)، قبل وقت قصير من زواجها ب(غافن ويلبي)، وكان ولادة الابن جاستن بعد 9 أشهر في 6 يناير/ كانون الثاني عام 1956م بلندن، فظنت الأم بأنه ابن زوجها، إلى أن صعقها الابن بنتيجة الفحص قبل أسبوعين، وكانت الأم التي كانت تعمل أيضا سكرتيرة في مكتب ونستون تشرشل بمنتصف الخمسينات من القرن العشرين، أخبرت (التلغراف) أيضا أن سبب قضائها “تلك الليلة” مع ( أنتوني براون)، كان احتسائهما للخمر معا، فضاع الاتزان واستسلم كل منهما لغريزته “ويبدو أن ما اتخذناه من احتياط ذلك الوقت لم يعمل (كما ينبغي)، وابني الرائع تبرعم نتيجة لذلك”، في إشارة ربما الى أن الواقي الذكري تمزق، أو ما شابه ذلك.
وكان اللقاء بين صحافي (التلغراف) تشارلز مور وزعيم ( الكنيسة الانكليكانية) قد جرى قبل ساعات من سفر الاخير الى زامبيا لحضور مؤتمر كنسي، وجرى في حديقة قصر Lambeth حيث يقيم كبير الأساقفة منذ تسلم منصبه قبل 3 سنوات (2013م)، وهو مجاور في لندن لمبنى البرلمان، وأثناء مشي الاثنين في الحديقة كشف للصحافي عن فحص الحمض النووي وما حمله إليه من مفاجأة قادته إلى ثانية، هي وجود أخت له غير شقيقة من أبيه الحقيقي، واسمها أيضا جين، على اسم والدته “وأرغب بلقائها والتعرف إليها”، كما قال.
وأعلن كبير الأساقفة أن ما اكتشفه من معلومات جمعتها صحيفة (التلغراف) وحملتها إليه، ودفعته لفحص الحمض النووي، وكذلك ما اعترفت به والدته، لن يغيّر شيئا منه نحوها “فلا توجد أزمة، ولا استياء من أحد ضد أحد (…) لم أكن غاضبا، ولست غاضبا.. أمي (جين وليامس) وأبي (غافن ويلبي)، كانا مدمنين على الكحول، وكانت والدتي تخلصت في عام 1968م من الإدمان بالعلاج، ولم تقرب الخمر منذ ذلك العام، وأنا فخور جدا بها، وأبي توفي حين كان عمري 21 سنة”، طبقا لما أبلغ به الصحيفة، وكتبه أيضا في موقعه الرسمي.
https://www.alarabiya.net/2016/04/09
وأخيراً يقول الأب الألماني (هانز تسولنر) عالم النفس الذي يجوب الكرة الأرضية لتثقيف الأساقفة، وأحد منظمي هذا اللقاء إن “الشخص الذي يلتقي بضحية في إحدى المرات، ويسمع صراخه طلبا للمساعدة، ويرى دموعه وجروحه النفسية والجسدية، لا يمكن أن يبقى كما كان من قبل”.
وهنا يتبادر سؤال مفاده لماذا تغلق فرنسا أكثر من 300 مسجد على أنها تثبت التطرف الذي لا يتماشى وقوانين الجمهورية الفرنسية!!، بينما يتم اغتصاب أكثر من 300 ألف طفل في فرنسا من قبل رجال الكنيسة الكاثوليك، تم بعضها داخل الكنائس ولم تغلق فرنسا ولا كنيسة واحدة، وهنا يثير المراقب سؤالاً؟ لماذا لم تغلقوا الكنائس وتعتقلوا قساوستها رغم هذه الفضائع الاخلاقية التي هزت العالم الحر!!!.
وأين الرئيس الفرنسي ماكرون من فضائح كنيسته الكاثوليكية وحقوق الطفولة المهدورة في بلاده وبقية بلدان العالم الكاثوليكي، وهو الذي يطالب ليل نهار بحقوق المرأة الافغانية، وتأسيس إسلام خاص على الطرز الفرنسي!!؟ ، فضلاً عن القضاء على الاسلام في جنوب الصحراء.
كيف يتم ذلك (الاغتصاب) في مؤسسة مثل الكنيسة التي يجب أن تكون مفيدة، والتي تريد أن ترعى الجميع، وتريد أن تكون خيرية أيضاً، وكيف يولد هذا القدر من الوحشية داخلها. والاعتداء الجنسي على الاطفال هي جرائم قبل أن تكون خطيئة، تلك هي اعتراف أحد ضحايا الاغتصاب داخل الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية، تلك هي فرنسا مهد الثورة! وبلد الحريات!، ومعشوقة العلمانيين العرب وغيرهم!!؟.
وعلى صعيد الكهنة اللبنانيين المتهمين باغتصاب الاطفال، أصدرت محكمة الجنايات في مدينة كاين الواقعة في شمال غرب فرنسا، الاثنين، حكما بالسجن 15 عاما على الكاهن اللبناني (منصور لبكي)، بعدما أدانته غيابيا بتهم اغتصاب أطفال والاعتداء عليهم جنسيا، وأدانت المحكمة الكاهن الماروني البالغ من العمر 81 عاما، بعد ساعتين من المداولات، وبموجب الحكم الصادر بحقه، سيسجل اسمه في قائمة مرتكبي الجرائم الجنسية. ويقيم لبكي في لبنان، ولم يحضر جلسة محاكمته، وفق وكالة فرانس برس، وكانت مذكرة توقيف دولية صدرت بحق لبكي في أبريل/ نيسان عام 2016م، لكن الكنيسة المارونية اللبنانية رفضت تسليمه.
وقال المدعي العام (باسكال شو)، الذي طلب عقوبة السجن 15 عاما للمتهم، إن منصور لبكي “لم يتوقف أبدا عن تشويه سمعة المدعيات، وذهب إلى حد اتهامهن بالجنون”، وأضاف أن الكاهن “مارس أيضا ضغوطا، مباشرة أو غير مباشرة، على بعض الضحايا أو عائلاتهم”، معللا ً العقوبة التي طلب إنزالها بالمتهم بـ”خطورة” الجرائم المسندة إليه، وفي مستهل الجلسة، قال المدعي العام إن “التحقيق كان طويلا، طويلا جدا. لم يتجاوب السيد لبكي بتاتا مع طلبات قاضي التحقيق، مدعيا أن لديه مشاكل صحية لم نتمكن من التحقق منها”.
وكان القضاء الكنسي في الفاتيكان دان في عام 2012م الكاهن اللبناني (منصور لبكي ) بالتهم ذاتها، وفي عام 2013م تقدم عدد من ضحاياه بشكوى أمام القضاء الفرنسي، لكن العديد من الاتهامات التي ساقها هؤلاء ضد الكاهن اللبناني، والتي تعود وقائعها إلى تسعينيات القرن الماضي، سقطت بالتقادم.
وكان منصور لبكي قد أسس وأدار بين عامي 1991م و1998م مركزا لاستضافة أطفال لبنانيين أيتام، بعد الحرب البنانية (1975 – 1990م) في منطقة قرب مدينة كاين الفرنسية، وأُتهم الكاهن بأنه استغل جنسيا عددا من الفتيات في المركز، واعتدى عليهن في تلك الفترة، ولوحق لبكي أمام القضاء الفرنسي بتهم الاغتصاب والاعتداء جنسيا على ثلاث فتيات، لكن واحدة منهن فقط، اتخذت صفة الطرف المدني في القضية، وقالت محاميتها، صولانج دوميك، إن “الفتاتين الأخريين شقيقتان، وتلقيتا تهديدات عدة في لبنان”.
وفي مرافعتها، شددت المحامية على “تداعيات” ما ارتكبه المتهم بحق ضحاياه، مؤكدة أن “إحداهن حاولت مرات عدة الانتحار، وأخرى عانت من فقدان الشهية العصابي والاكتئاب، بينما اضطرت ثالثة لأن تعيش في المنفى واتّهمت بالجنون، وتم فصل شقيقتين عن بعضهما البعض”، وقالت سيليست عقيقي، وهي ابنة أخت منصور لبكي، التي سبق أن ادعت عليه بتهمة التحرش جنسيا بها هي أيضا، إن “الإدانة ستشكل اعترافا ببراءة الضحايا، إنه أمر أساسي لالتئام الجروح، خصوصا أنه لا يبدي أي ندم، ويقدم نفسه على أنه ضحية مؤامرة”، وقدمت عقيقي من الولايات المتحدة إلى فرنسا لتدلي بشهادتها، ونفى لبكي باستمرار الاتهامات الموجهة إليه.
وخلال الجلسة، طلبت وكيلة الدفاع عن المتهم، المحامية (فلورانس رول) البراءة لموكلها، مشيرة بالخصوص إلى “المئة شخص الذين تم الاستماع إليهم أثناء التحقيق، والذين قدموا شهادات إيجابية للغاية” بشأن المتهم، وشددت المحامية في مرافعتها على أن الوقائع المسندة إلى موكلها “لم يثبت حصولها فعلا”، وطلبت بالتالي من المحكمة “تبرئته، أقله بسبب قرينة الشك”، ويذكر أنه منذ بدء الدعاوى في حقه، يعيش لبكي بعيدا عن الأضواء، في دير تابع لرهبنة لبنانية، وفقا لفرانس برس. https://www.alhurra.com/arabic-and-internationa
وعلى أية حال فإن اسراف اليهود في المادة كما يقول القرآن الكريم :{وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ }،[سورة البقرة:96]. جاءت النصرانية لاخراجهم من هذا التجاوز، فأسرفت هي الاخرى في الروح عن طريق الرهبانية، { ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ۖ فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}، [ سورة الحديد: 27].
وعلى أية حال فقد وازنَ الإسلام بين متطلبات الروح وحاجيات الجسد موازنة دقيقة، بحيث يلتقي عمل الدنيا بعمل الآخرة، وكلٌّ منهما عبادة لله تعالى، وتحقيقٌ لغاية الوجود الإنساني، بينما تأرجحت الأديان الأخرى بين الاهتمام بالنواحي المادية كما هو الحال في اليهوديّة، وبين الإزدراءِ بالمتاع الدنيوي كما هو الشأنُ في النصرانيّة التي تدعو إلى الرهبنة وتعذيب الجسد من أجل رقيِّ الروح وتهذيبها، عن طريق منع الزواج بين الكهنة أي رجال الدين في الكاثوليكية المسيحية، وتضييقها في نطاق واسع يشمل فقط الكهنة من رتبة القسس فما دون.