لصديقة الطفولة وصديقة الغربة
١
كأنهم حضروا لغياب أشد
وانت غائب بحضور أشد
مُظّفر النواب
٢
كُلمّا تَضيقُ بنا الغرائز
تكونُ الديارُ فكرةً قائمة
قد تكونُ الديارُ ذكرى
او بُقعةً من الارضِ بامتداد كون
وربما أرواحٌ بكيمياء واحدةً
ورُبما امرأة من الجنة
وساردٌ فتحَ مجاهلٌ لها وقالَ : أغرفِ
فَغرَفتْ مِن أوسعِ أبوابها
سَخية هي
كثمرة ناضجه تكاد تفرغ محتواها
من تلقاء نفسها
3
بوجودِها كان يكتملُ الربيعُ
وتَسعى الأشجار نحوها
والسواقي تَغدو الىٰ أنّىٰ تشاء
و الشتاء موقد ودفء
لتتساقط الشُهبُ مهرجان ضوء حولها
4
وحين ندركُ مُتأخراً
بِظلِ تَخمرُ أفكارنا
أن ديارنا حيث تكون قلوبنا
5
مُرغمةً أعبرُ معها حدود الدهشة
الى دور بقلوب مُتآخية
لكنها فضاء شاسع وافرة المدى
يقتاتُ أهلها الشِعرُ كرغيف خبز
بصيف وسطوح وسماء والنجوم دبابيس
بوميضها غزلنا الاحلام
وبها انكسر خوفنا حجر لحجر
حتىً حين رحل رجالها للحرب
حاملين اعلامها
6
وهناك حيث كُدنا نُنسى او نتناسى
حين الشوق يسحن العظام
تتقمص ارواحنا ارواح طيور
و حين يبلغ الوجدُ مُنتهاه
كمن يأم لنبع لارتشاف ماء
ننظر اليه من بعيد
7
تعترينا شهوة اعلان صرخاتنا
نحن الوارثات لحُزن العراق
والحنينات والباذلات وقت اللزوم
والحاملات وجعهُ انهار تسيل
نترجمه حينَ نهدهدُ ابنائنا
8
آهً كم يصبح بشع هذا العالم
حين تؤول الاحلام لسراب
لا شيء يا صديقة العمر
سوى الحنين ووفاض خاليا
حينَ حسبناهُ اختلط فيه عدنا