القول بأن الأمة لا تصنع منهج إذلال وتخنيع وتبعية , فالصناعة في عصرنا ما عادت معضلة , فجميع الأمم تصنع , وكم منها بدأت من الصفر وتحولت في فترات زمنية قصيرة إلى مصنِّعة لما تريد.
وعندما نقرأ واقع الأمة بموضوعية ومنهجية , نجد أن العديد من دولها كانت تصنع , فالعراق كان يصنع في فترة السبعينيات من القرن العشرين وقبلها , فكانت هناك العديد من المواد المكتوب عليها “صنع في العراق” , كالثلاجات والمبردات وأجهزة التلفاز والكومبيوترات (صخر) والجرارات (عنتر)وغيرها من الأجهزة والمنتوجات.
ومصر كانت تصنع , وفي السبعينيات وحتى الثمانينيات من القرن العشرين , كانت في شوارع العراق سيارات (نصر) المصنوعة في مصر.
والجزائر كانت تصنع منذ إستقلالها , وكذلك سوريا , ودول أخرى صنعت وتصنع.
فدول الأمة بدأت تصنع مبكرا , وتوقفت , والسبب كامن في الكراسي التي تتحكم فيها.
فالواقع يشير إلى أن أبناء الأمة يصنعون , والكراسي لا تريد مَن يصنع.
ففي بعضها مصانعها التي كانت تصنع معطلة , ولا يوجد فيها مَن يشجع الصناعة , إلا فيما ندر.
فهل يُعقل أن أمة فيها عشرات كليات الهندسة بأنواعها , والمعاهد الصناعية والمدارس ولا تصنع؟!!
الأمة لديها قدرات صناعية هائلة , وهناك مَن يجتهد بتدميرها وتشتيتها وتعويقها , ومنعها من القيام بدورها , لكي تبقى تعتمد على الآخرين الذين يستعبدونها بالحاجات , وبتوريدها أسلحة لتقتل بها أبناءها.
المطلوب من الكراسي أن تتفاعل بوطنية مع أبناء الأمة , وتوقد فيهم إرادة (إصنع) , وما هي إلا بضعة سنوات حتى ستجدهم يتمتعون بمصنوعات أوطانهم.
أما القول بغير ذلك فضرب من البهتان ومحاولة لتعجيز الإنسان!!