الفرقٌ بين المعارضة والموالاة يُحدده الموقف من النظام السياسي المتحكم بمصير ومستقبل العراق. الخطوات العملية لمواقف المعارضين يكون من خلال التصعيد المُنظّم والمتسلسل وليس المراوحة في ذات المكان مثل مقاطعة الانتخابات البرلمانية. ألم يمارس الشعب المعارض حقه في مقاطعة الانتخابات للدورات الانتخابية السابقة ومنها 2018؟ فهل أثّر ذلك على العملية السياسية وحقّق الأهداف الوطنية بتغيير العملية السياسية الفاشلة ؟ هذا السؤال يوجّه مباشرة الى القارئ إن كان معارضا أو متحيراً من أمره أي الطرق الأسلم يسلكها لضمان أمنه وكرامته.نحن في الجبهة الوطنية للتغيير في العراق نؤمن أن التصعيد في المواقف ضد الاحزاب والكيانات ومليشياتها الارهابية يجب أن يتخذ أشكالاً متعددة تختصر الزمن والدماء ، وحين يُرفع شعار مقاطعة الانتخابات فيفترض السؤال ماهو الهدف من المقاطعة وماذا ستكون نتائجه ؟ هل ستؤثر على مسار العملية السياسية أم هي ستمضي بوتيرة تتناسب والنفاق الدولي ودعارته المزمنة ضد تطلعات الشعوب؟ لاحظوا حركة طالبان الارهابية استطاعت فرض إرادتها على العالم بأسره رغم التحشيد الدولي ضدها وفي حرب مستمرة لعقدين من الزمن مع الفارق الكبير في الإمكانيات والقدرات التسليحية ، أنا هنا أتحدث من منظور المراهنة على امكانياتنا وقدراتنا الذاتية لفرض إرادتنا الوطنية و لست بصدد المقارنة في المبادئ بيننا وبين حركة طالبان.الأحزاب والكيانات السياسية والمليشيات القاتلة يملكون جمهوراً قادراً على إملاء فراغ المقاطعة الانتخابية لذلك عليك أن تسأل كيف سنؤثر على الانتخابات ونجبرهم على تغيير المسار باتجاه الشعب وليس المنطقة الخضراء؟ هذا هو السؤال المهم.حين يفشل المجتمع الدولي في حماية المتظاهرين السلميين والدفاع عن حركة الاحتجاجات المدنية منذ أكثر من عشر سنوات فليس من المنطق أن تبقى أسيراً لفكرة واحدة اسمها مقاطعة الانتخابات لابد من تصعيد المواقف في هذا الموضوع وهو تسلسل طبيعي مثلما تشارك في الانتخابات أولاً ايمانا منك بأهمية صناديق الانتخاب لاختيار ممثليك في البرلمان ثم تكتشف التزوير وشراء الأصوات فتتخذ موقفا آخر هو المقاطعة ولكن حين تكتشف أن المقاطعة لم تحقق لك جزءا مهما من حقوقك فماذا عساك أن تفعل؟ هنا تأتي خطوة إفشال الانتخابات. السؤال كيف؟. الفكرة الجوهرية أن توظّفها في اطار يضمن لك حياتك اولاً وأنت صاحب الأرض. التفاصيل تكون مع من يمتلكون القدرة في الاستجابة والتحليل ومن ثم التخطيط والتنفيذ. هذه هي واحدة من أهم معالم التنسيق بين قوى المعارضة في الداخل والخارج. نعم إفشال الانتخابات البرلمانية في العراق واجبٌ وطني. حفظ الله العراق وثورة تشرين الوطنية.