شَمَخَتْ على خيرِ البقاعِ عُلاها .. لما (أبوهم) بالتقى سوّاها
وبنى بها البيتَ العتيقَ تسامقاً .. وتفجرت بالخير، زمزمَ (ماها)
هي قبلةٌ والناس تهفو حولها..
وبها الحجيج تضرعا، تهواها …
هي كلما (الله أكبر) في الورى..
سارت بها الركبان حلّ نداها..
فبها الصفا، والسعي نحو فضيلةٍ..
وبها حراءٌ، والمَقام ُ سماها ..
خطوات كل الأنبياء تسامقت ..
في أرضها ولنيلِ نورِ ضياها ..
هي فجر تاريخ الحضارة أينما ..
يممت تلقى مجدَها وسناها ..
هي بكّة، هي مكة، هي كعبةٌ ..
والله شرّف أرضها وثراها
هي مولدُ المختار شق سناؤه ..
حُجُبُ السما فتألقت أرجاها ..
وهي الرخامةُ للوصيّ تلقفتْ ..
كنزَ الولايةِ فارتقت يُمناها
لبست وقار الأنبياء وزيها
إحرامهم لما نووا لُقياها.
وتسلّقت قمم َ البطولة : كربلا.
طَهُرَت وطابت بالحسينِ يداها..
شربت نجيع السبط عُرفاً طيباً..
فتأرّجت بالنور كلُّ خُطاها
واعشوشبت عطر الشهادة خالداً ..
عبر الزمان مرتلاً سُقياها..
هي كعبة العشاقِ تهفو حولها .. الآمال وهي منالها ومُناها ..
كم مذنبٍ يرجو الشفاعة عندها ..
أو معسرٍ يلقى اليسارَ إزاها ..
تمتد أيدي الطالبين بقدسها ..
فتعود بالبشرى وما أعطاها ..
وإذا تجلّى الأربعين بساحها ..
حجّ الأنام ُ تبركاً بلقاها ..
يمشون في كنف الحسين وكلهم ..
شوقٌ تفتّق كي تُمسَ رُباها ..
هي مضجعٌ للأنبياءِ ومنتهى ..
أملِ المحبِّ، وجنةٌ أفياها
والصبح يشرق في سماها قُبّةً ..
ذهبيّةً تزهو فما أحلاها ..
والليلُ تسبيحُ الخشوعِ يلفّه ..
إذ ما توجه زائرٌ يهواها