18 ديسمبر، 2024 7:37 م

العلاقة بين “عمل” و “علم” واضحة في اللغة العربية , فالكلمتان مكونتان من ذات الأحرف , وإختلفَ المعنى بترتيبهم في الكلمة , وهذا يدل على العلاقة الوطيدة بين العلم والعمل.
فالعمل يجب أن يكون بعلم , وأي عمل بوصلته الجهل يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه , فالجهل قتّال وجود , والعلم يحي الوجود.
فالأمة حقيقتها العلم والعمل , وبالعلم تألقت وتفوقت , وبالعمل تأكدت وتطورت , فلا يمكن فصل العلم عن العمل في ربوع الأمة ومسيرتها.
وما يحصل في الواقع , هو فقدان العلم لدوره وقيمته , وبهتان العمل وعدم الركون إليه وضخه بالجد والإجتهاد , والإصرار على تحقيق الإنجاز الأصيل.
العلم والعمل سببان رئيسيان في تردي الواقع العربي , من أوله لآخره , وقد أهمل المفكرون والمثقفون هذين العاملين , المهمين الفاعلين في التردي والإنحطاط المتراكم .
لماذا لم يبصروا أهمية العلم وضرورته المعاصرة؟
الأمم تكوّنت لأنها بالعلم عملت , فتعلمت وتطورت واقتدرت , وصار العمل عقيدتها والجد والإجتهاد مذهبها ودينها , وبهذا تقدمت وتسيّدت , ومثلها كذلك فعلت أمتنا , فانطلقت قدراتها الحضارية وسطعت في ربوع الإنسانية.
وعليه فالأمة لكي تعيد شخصيتها ودورها الحضاري , عليها بالعلم والعمل , فهما طوق نجاتها من الغرق في محيطات اليأس والإحباط , والإندساس في الإنكسار والإنحسار والدمار.
فهل ستتمكن أجيال الأمة المعاصرة المسلحة بالمعارف والعلوم , أن تبتكر وسائل للعمل بالعلم , لإحياء وجودها وإطلاق طاقاتها؟
أظن الأجيال متمكنة , ولديها المهارات والعُدد والأدوات اللازمة لصناعة الحاضر اللائق بها , والمستقبل المستوعب لتطلعات أجيالها القادمة , فهيا إلى العلم والعمل!!