ان الرعاية الالهية لشخصية السيد محمد الصدر (قدس سره) التي شملت الجوانب العلمية والنفسية والروحية اهّلت هذا العالم العابد العارف الملهم لقيادة زمام التربية الصالحة للمجتمع..
فالسيد محمد الصدر (قدس سره) لم يغفل التجارب السابقة بالرغم من كونه معاصرا لاهمها واخطرها ولكنه منذ ذلك الوقت كان يعتقد ويرى ويشعر بان ما ينفع الناس هو انتهاج ما كان رسول الله والائمة (عليه السلام) يسلكونه خلال دورهم القيادي والتربوي فالمنهج منبثق من القادة المعصومين من خلال الشريعة المقدسة وقوانينها التي تنظم حياة الفرد والمجتمع..
كان يعتقد (قدس سره) انه لا فائدة من تأسيس دولة عادلة من دون مجتمع عادل بل لابد ان تنبثق هذه الدولة من المجتمع العادل الذي يشعر باهمية العدل..
ان منهجية الشريعة التي سار عليها هي التي ساهمت في نمو هذا الشعور..
ان السيد محمد الصدر(قدس سره) بالرغم من كونه دائرة معارف متكاملة بحيث بلغ الاجتهاد في الفلسفة وعلوم العربية والكلام والمنطق وغيرها كثير ولكن الشيء الذي يطغى عليه الناحية المتشرعية حتى توهم البعض انه مهتم بالتشريع فقط وليس له حظ من العلوم الاخرى وهذا الوهم باطل وسبب هذا التوهم هو أن السيد محمد الصدر(قدس سره) كان مهتما في تربية وإصلاح المجتمع فأهتم بالناحية المتشرعية لاجل هداية الناس ولم يكن يهمه ان يعرف الناس انه مجتهد ومحقق في الفلسفة التي كان يدرّسها في الستينيات والسبعينيات وهذا نكران للذات وفناء في حب الله..
ان من اهم الامور التي ركّز عليها السيد محمد الصدر(قدس سره) في منهجه لتربية المجتمع هي:
أولا: وظيفة التبليغ(أي تبليغ أحكام الشريعة الى عامة الناس).
ثانيا:وظيفة الهداية (الامر بالمعروف والنهي عن المنكر).
ثالثا: إحياء ما عطّل من الشعائر والسنن والعبادات التي ساهمت مساهمة عظيمة في التربية ونشر الوعي وعلى سبيل المثال
احياء صلاة الجمعة التي لازالت الحصن الحصين بل هي تمثل شخصية ووجود المجتمع المسلم.
ان الشهيد محمد الصدر من خلال هذه الأمور وغيرها استطاع أن ينقذ الشعب العراقي من هاوية الانحراف والضياع فكان هذا العمل عظيما بل نادر الحدوث تاريخيا وانسانيا..
لقد أصلح كثيرا في أرض العراق
كان بحق هبة السماء
على أرض أماتها العصيان والفجور
أرض أعتراها الظلم والجور
في كل شبر كان للظلم دور
كانت أرض ميتة
تحت أقدام الطاغوت
وبعد اليأس والجزع والجحود
كان غيث السماء حياة
نعم كان محمد الصدر حياة
حياة البلاد والعباد
فقد أرتدت الارض أثواب السماء