للفساد دول ترعاه وتشجع عليه وتسهل نقل الأموال إليها , فبحجة الفساد يتم تعبأة خزائن البنوك الأجنبية بالملايين المسروقة من الدول المبتلاة به , وما أن تدخل في بنوكها حتى تصبح هي صاحبة تقرير مصيرها.
وكمواطن لو حاولتَ نقل بضعة آلاف من بلدك إلى الدول الأجنبية , لوجدتَ صعوبة في ذلك وقد تتعرض للمساءلة , أما نقل الملايين والبلايين فيتم بسهولة وبرعاية الدول المؤازرة للفساد.
فللفساد دول تحميه!!
ولولاها لما تمكن فاسد أن ينقل مالا خارج بلاده , ولمات الفساد في موطنه.
إن الحكومات الفاسدة من صنع الدول الطامعة بالبلاد الذي تحكمه , ولا يمكن لفساد أن يستشري في أية دولة بالعالم دون مساندة قوية من قبل تلك الدول , التي من أحد مرتكزات إقتصادها سرقة ثروات الدول الأخرى , وكان ذلك يتم بالإستعمار المباشر لها , أما اليوم فيتحقق بسهولة بتنصيب حكومات فاسدة جاهلة يعاني أعضاؤها من عاهات نفسية معقدة ومزمنة , وهذه الحكومات تتولى سرقة الثروات بالنيابة عن الدول التي أوجدتها.
فهذه الحكومات تهرّب مئات الملايين إلى الدول الأجنبية وتودعها في مصارفها , فمَن الذي يسهل هذه المهمات ومَن يسمح بها , وكيف يتم نقلها , ومَن الذي يتعاون على إيداعها , وتسجيلها بأسماء مستعارة أو وهمية أو رقمية , وتكون مؤهلة للمصادرة والإستحواذ عليها بقرارات سياسية أو إجرائية معروفة.
والمسخرون لهذه المهمة يتوهمون بأن لديهم أرصدة في تلك البنوك وبأرقام مليونية , وكأنهم يجهلون بأن المال الذي يخرج من موطنه لن يعود إليه أبدا , وتصبح سلطة صاحبه عليه ضعيفة , فمن السهل إيداعه ولكن من الصعب جدا التصرف به.
فهذا الذي يسمونه فسادا , ما هو إلا سرقة مبرمجة ومنطمة لثروات البلدان المُستهدفة , ولن يتم القضاء على الفساد مادامت الحكومات المنصبة سبب وجودها في الحكم لسرقة ثروات العباد والبلاد.
وتلك حقيقة ومعنى الفساد , والقوة هي التي تقرر , ولا معنى لمعرفة الحقيقة , فآليات الفساد مستحكمة وفاعلة ومؤزرة من قبل قوى داخلية وخارجية ورموز إجتماعية متنوعة.
فحي على الفساد ونهب ثروات العباد!!