يتندر العراقيون ويستخدمون النكات السمجة في معالجات الأزمات الصعبة والتحديات التي تنزل على رؤوسهم كما المطر ولعلهم في ذلك يجارون شعوبا أخرى على قاعدة شر البلية ما يضحك فالإنسان غالبا ما يعاني ولم توجد الحياة للراحة والإستمتاع فاللذات تنقطع وتنتهي ولكن الأحزان والمكابدة والعذاب قدر الناس في هذه الدنيا .
تندر العراقيون كثيرا بما رافق زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى تركيا من أحداث وربما كان التركيز على صورة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وهو يحاول ترتيب ياخة رئيس الوزراء العراقي وهي أمور ليست غريبة في الحياة ولكن الناس غالبا ما يهتمون بالتفاهات ويحاولون الإساءة لكل مسؤول وسياسي لدوافع وغايات سياسية وإعلامية ولا تتصل بالواقع مطلقا .
روساء الحكومات والمسؤولون الكبار عادة ما يمرون بظروف ومواقف محرجة وهذا طبيعي وليس غريبا ولكن لابد من تحليل ودراسة ذلك وعدم إهمال الأسباب التي تدفع الناس لإتخاذ مثل هذه المواقف كوسيلة للإحباط والتأثير السلبي على المجتمع من خلال الإستفادة من كل حدث وموضوع في إطار إضعاف النظام السياسي والتشهير به وإيصال صور وأفكار سلبية للناس العاديين والعامة منهم الذين يعانون وهم عرضة للتفاعل السلبي والتحشيد الإعلامي وعبر مواقع التواصل الإجتماعي وتجاهل أن ذلك أمرا عاديا يمكن تجاوزه .
هناك رفض من فئات إجتماعية للنظام السياسي على أساس فكري وعقائدي وهذه الفئات منساقة تلقائيا للتسقيط وعدم الثقة بالنظام ومخالفته فإذا نجح في تحقيق منجز يتم تجاهل هذا المنجز بينما يتم التركيز على السلبيات بإعتبارها جريمة كبرى لابد من العمل على تركيزها ونشرها وإيصالها إلى أكبر عدد من المتلقين وإستخدامها كسلاح في المعركة كما أن هناك أعداء لرئيس الوزراء يحاولون إستثمار كل خطأ لصالحهم ويبقى أن نقول إن العراق بحاجة إلى سياسة واقعية والتركيز على تلبية الحاجات الأساسية للشعب وعدم إهمالها لكي لا يتم إستخدام الناس العاديين كسلاح في معركة الخصوم ضدنا .