كلما ذكرنا أو دعونا رجل مثقفا كان أم جاهلا الى ندوة أو مؤتمر لحقوق المرأة ودعمها كا ن يرد علينا بإستهزاء (أين حقوق الرجل حتى تأخذ المرأة حقوقها) وهذا بالتأكيد نابع من تراكمات الماضي الذي لايعرف الا حقوق الرجل أما المرأة فإل لها فضلات الحقوق .. وتعودنا أن نسمع كلمات يطلقها هؤلاء الذين يحاولون أن يشعروك بالاحباط ان الرجل وخاصة في العراق لم يحصل على حقوقه وحينما تحاول أن تلقي عليه الحجة وتطلب منه أي حقوق للرجل لم يحصل عليها دون المرأة فلم يجد حجة أو مبرر سوى صعوبة العيش والبطالة وعدم وجود التعيينات وغيرها من الحجج التي هي بالغالب حقوق الرجل والمرأة .. فلماذا نعتبر البطالة خاصة بالرجل؟ ولماذا نعتبر ان الارهاب هو إستهداف للرجل فقط؟ ولماذا نضع فشل الحكومة في توفير رفع المستوى المعاشي للفرد وتوفير الامن له هو إغتصاب لحق الرجل دون المرأة؟ أي حقوق يريدها الرجل من المرأة وهو الامر والناهي والمسيطر والمتجبر والمتكبر على شخص هذا الكائن الجميل الذي أودع الله فيه كل سر الجمال والرقة والعذوبة وهو المرأة.
ماذا أريد أنا الرجل من الحقوق وأنا أخجل أن يلقبونني بأسم إبنتي بـ”أبو فلانه” وأفخر بلقبي بـ”أبو فلان”؟ ماذا أريد من المرأة من الحقوق وأنا لا أكلف نفسي أن أقول لها صباح الخير كل صباح؟ ماذا أريد من المرأة من حقوق وأنا لا أقول لها شكرا على خدمة تقدمها لي وأعتبر نفسي ملكا في حضرتها وهي خادمة في حضرتي؟ ماذا أريد من المرأة من حقوق وأنا الذي تربيت على ان إحترامي للمرأة وتقديري لها هو خوف وأعتبره شيئا معيبا ؟
حقوق الرجل محفوظة وحقوق المرأة مغتصبة على مر التاريخ لأننا نعيش في مجتمع لايعرف الا حقوق الرجل وحقوق المرأة عيبا لا نستطيع ان نتكلم أو نطالب به ولا نستطيع ان نعطي تفسيرا واضحا لما يحدث مع المرأة من إغتصاب للحقوق وليس لنا الا أن نرد على سائلينا (متى حصل الرجل على حقوقه لتأخذ المرأة حقها؟) وهذا عين الحقيقة والهروب منها لأننا ضعيفي الحجة في عدم إعطاء المرأة حقوقها.
حقوق المرأة كحقوق الرجل لايمكن ان نفرق بينهما لأنهما يكمل أحدهما الآخر وأول هذه الحقوق أن نشعرها أنها نصف المجتمع وأن نشاركها الحياة وأن نحبها ونحترمها ولانغصبعا حقوقها وأن نفهم إن جيدا إن الرجل هو نصف المجتمع والمرأة هي النصف الأخر وأن نتذكر أن الرجل بدون المرأة هو نصف رجل أو أقل.