19 ديسمبر، 2024 2:18 ص

قصص قصيرة.. متناقضات

قصص قصيرة.. متناقضات

1
يوم غير عادي
وهو يخترق الشارع المؤدي الى المقبرة تجّسد المشهد امامه بوضوح بذلك الضُحى في البيت الهادئ الاليف الذي تربى لم يكد حينها يبلغ العاشرة جُلبّة غير معهوده أعمام شِداد ًاخوال متعاطفين وام هادئة شعثاء يكاد يصل صراخها لعنان السماء ونسوة متلفعات بالسواد مواسيات يحطن بها يتوسط الجمع تابوت خشبي مُغطى بعلم يراه كل خميس مرفوعا على سارية المدرسة صرخ ابن عم له بحرقه ( مصاب بثلاث طلقات برأسه ثم اكمل بحنق الى اين يأخذنا هذا الاحمق ؟ ) لم يكد يفك شفرة الحديث ولكن تناهى له انه والدهُ ذلك المضرج راسه بدمه المُسجى بتابوته دخل المقبرة كانت الريح تنتحب كزائريها كنحيب الميازيب بليلة ممطره وصل القبر كانت الشاهدة قد مالت قليلاً عّدلَ ميلانها قرأ سورة الفاتحة وحينها اغتسل القبر بعبراته المتسارعة وكأنهُ ازاح ثقلا جاثما على صدره استرد بعض انفاسه ثم وضع وردة بريه وقبلة بارده اودعهما بعضاً من روحه ودعائه يسبقها لعنات اطلقها على الحروب ومن يشعل اوارها.

2
ليلة غير عاديه
كأن خيط من نسيم تسلل من نافذتها ايقظها من رقادها انتعشت فطار صواب رقادها تململت استوت على سريرها ثم نهضت متثاقله كأن يداً كانت تأخذ بيدها للمنضدة وحاسوبها أضاءته فنفتح العالم على مصراعيه امامها كانت قد خزّنت بعض الكتابات المؤجلة ليوم اخر كبست على الزر وبدأت تقرأها **( الفن يخلق الجمال والجمال يخلق الحب والعاطفة، والحب والعاطفة يمنعان الإنسان من اقتراف الذنوب، ويجعلانه يسعى إلى قيم أعلى».
**( لا جنسية، ولا حدود، ولا جواز سفر للموسيقى حين تكون ذات هوية إنسانية، ولا تخدم سلطة أو أيديولوجية أو فكراً أحادياً ضيّقاً. ) *محمد رضا شجريان
فتحت بريدها الالكتروني واذا بيمامة من مهاجر وصلت اليها من قارة بعيده ( كل عام وانت بإلف بخير ارسلتها قبل ان انام قبلاتي ) ابتسمت وكأن طائرا حلق بها من عالم النسيان الى عالم ذكرها بميلادها احست وكأن الصبح اتى فأضاء العالم
**
محمد رضا شجريان مغني وملحن موسيقى كلاسيكيه معارض ايراني توفي حديثاً.

3
أفكار غير عادية

كأن الريح تأخذُ بيده بين موانئ متعددة كطائر مبلل متوضأ بغبار التعب فض رسالتها وارتكن جانبا ليقرائها وصدى صوتها يريح اعصابه ( الاوطان تحترق وانت تفرط في الامنيات فهل ستختار وطنا غير وطنك وقتك شائك وارى القدر يلعب معك لعبة المشاكسة لا غوايات للبحر لمهاجر ولا صفقات مع الموت اتحسب ان رحيلك بين الموانئ يستحق هذه المواصلة ؟؟ ارجع لا تتكأ على لعبة الحظ ولك ان تنسى هذا العناد المكابر لِمَ تًبدد عمرك بصفقات خاسره سأنتظر عودتك لامطرك بكثير من الأسئلة ولو انك تكره الثرثرة حفيف الشجر الان خارجاً يغريني ان اكتب لك فتعال نقتسم ما عندنا ولو برغيف خبز وماء فالعمر اقصر مما تتصور فهل ستستسيغ موتك غريباً في عرض البحر. ام هل ستعود لرشدك ) أنا اعرف ما الذي يغريك للعودة سأذكرك بمن كنت تترنم بها / بده يسري العمر والهجر ماض بينا / وقطار الشوگ تتصافگ فراگينا / يگلي اهوا ك لا اتصدك يمر بينا / وعودان العمر تلولح وتهوى
نفث سيكارته متلذذاً بطعم تبغها عازماً على امرا ما
شذرات أخيره
لك الشمس / ولي نهاراتها لأجلك
لك القمر / ولي هالتهُ النبيذية لأغزل نصوصا للحظاتك
/ بخط الروح ونزف المخيلة
لك غابات الصنوبر / ولعينيَّيَّ كل اخضرارها
فما اسعدني بما اتمنىً/ وما اسعدك بما سوف تملكها.

أحدث المقالات

أحدث المقالات