كيف يتحقق التآلف بين الحكومة والشعب في مجتمعاتنا , فالعلة الحقيقية القائمة منذ تأسيس الدول العربية هو العمل الجاد على زيادة المسافة بين الحكومة والشعب , وتحويل العلاقة إلى تفاعلات عدوانية سلبية ذات مردودات خسرانية على مسيرة الأجيال.
والسؤال الذي علينا أن نجتهد في الإجابة عليه , هو كيف نحقق التآلف الشعبي الحكومي , لنخرج من عنق زجاجة الإتلاف الذاتي والموضوع؟.
لا نريد بحثا في “لماذا” ومعطياتها التسويغية التبريرية الترقيدية , نريد إرادة “كيف” التي عليها أن تفعل وتنطلق نحو الهدف المطلوب.
هذا الموضوع يتطلب جهدا متبادلا من الطرفين , فالحكومة تدور في دائرة مفرغة من الشك والظن بالسوء والخوف من الشعب , والشعب يدور بدائرة مفرغة من الكراهية والعدوانية والشعور بالقهر والظلم من قبل الحكومة , والعلاقة تصارعية إنهاكية إتلافية مريرة ومتطورة نحو الأسوأ.
فهل لهذه الدوائر أن تتوقف وتتداخل , بدلا من التخندق العقيم في متاهات الرؤى والتصورات , الناجمة من التمترس العاطفي السلبي القابض على الأذهان والبصائر.
على الطرفين التمسك بهدف وطني واضح , وبمعايير أخلاقية دستورية ضابطة للسلوك السياسي بأنواعه , وبموجب الثوابت الراسخة المقدسة وطنيا وسلوكيا , يتوجب التفاعل والتحاور لإرساء دعائم الإستقرار والتعامل الحضاري المعاصر مع السلطة , وتوزيع القوة لصيانة الوطن وحقوق المواطنين فيه.
فالصراع السلبي بين الحكومة والشعب يلغي القواسم والمصالح المشتركة بين المواطنين , ويحيل الوجود إلى غاب متأجج بالمرير والوخيم.
فهل لنا أن نستعيد ذاتنا الوطنية وقيمة المواطنة وحقوق الإنسان لنكون؟!!