المعمول به أن الخطايا يتم تسويغها وتبريرها بخطايا الأنظمة السابقة , فعندما تسألهم عن هذه الخطيئة أو تلك يأتيك الجواب جاهزا , أن النظام السابق قد فعلها فلماذا تلومون النظام الحالي إذا فعلها!!!
فما فائدة تغيير النظام إذن؟!!
وصلتني رسالة تبرر ما يحصل من ويلات وتداعيات بما حصل سابقا , والغاية منها القول بأن لا يجوز إنتقاد ما يحصل لأنه قد حصل في السابق وما إنتقده أحد , وعليه فأن النظام الحالي من حقه أن يأتي بأفظع مما كان , فكل ما يقوم به لا يمكن مقارنته بما قد حصل.
وهذه بدعة سلوكية منحرفة تسعى إلى تعزيز التصرفات المنتهكة لحقوق الإنسان في الواقع المعاش والمشحون بالتداعيات والويلات الجسام.
فالمجرمون أبرياء وأصفياء وما يقومون به هو عين العدل والحكمة والرحمة , بالمقارنة بالذي كان يحصل.
وعندما تسألهم عن الإنجازات التي حققوها , تراهم ينطلقون بخطاباتهم العدوانية التي تتهم السائل بأنه يعاديهم ولا يرى إنجازاتهم.
وتتكرر هذه الدوامة من التفاعلات في أروقة الحياة وعلى جميع الأصعدة , وتزدحم الصحف ومحطات التلفزة والمواقع بالكلام الذي يعبر عن ذات المنهج والتصور الذي أودى بمصير البلاد والعباد.
ويبدو أن القول بغير ذلك يُحسب تهديدا وعدوانا على النظام الذي يعلق ما يرتكبه من خطايا وآثام على أكتاف الذي سيبقى يلاحقه إلى يوم الدين.
فكل شيئ مرهون بما سبق , أما النظام الحالي فأنه بريئ ومنزه ومقدس ومؤزر بالعديد من العمائم المتاجرة بالدين , والتي لا تتوقف عن إطلاق فتاواها المبررة للفساد وكل عمل مشين , فهي لا تنطق عن الهوى , وعلى الجميع أن يتبع ويخنع.
وتلك فرية الدمار الذاتي والموضوعي , وآلية إنتحار الكينونات المتداعية في كراسي الضياع والهلاك التي ستشب فيها النيران ذات يوم!!
فهل من وعي للخطايا ومصائر الأبرياء؟!!