19 ديسمبر، 2024 6:50 م

نتائج مرحلة التنوير .. وفوائد التحول من الإيمان إلى الإلحاد

نتائج مرحلة التنوير .. وفوائد التحول من الإيمان إلى الإلحاد

أقدم خلاصة موجزة عن تجربتي الشخصية في إتخاذ قرار الإلحاد وفوائده .. المتحول من الإيمان الى الإلحاد شخص يحترم عقله بعد ان إكتشف زيف مصادر التخويف التي هي الأديان وتهديداتها بالتعرض الى عذاب نار جهنم بعد الموت لكل شخص يمارس التفكير النقدي الحر ، ويرفض المتحول التسليم الببغائي بالعقائد البدائية التي صنعها البشر نتيجة تفعيل سطوة المخاوف الفصامية الشيزوفرينيا الجماعية التي تسبب الإنفصال عن الواقع والتحليق في عوالم وهمية والعيش في دائرة المخاوف والهلاوس السمعية والبصرية وخلق وانتاج مناخات من التخلف والقمع والعدوانية ، فالدماغ البشري لديه قابلية التفعيل والتشكل المرضي ، والبشرية بشكل جماعي وقعت ضحية للخرافات والأيديولوجيات والعقائد الدينية بسبب التبعية وترك أنفسها للتسليم والمخاوف وغيرها من الإضطرابات النفسية والعقلية!

ماهو دليل الملحد على بطلان الأديان وعدم وجود الرب ؟

حسب تجربتي توجد أدلة واقعية بسيطة امام الشخص الذي لايخاف من الكفر وعذاب نار جهنم .. وهذه الأدلة هي وجود الشر وغياب الخير والعدالة عن الحياة ، فألله إن كان موجودا فهو الكمال المطلق القادر على كل شيء .. فكيف يسمح بوجود الشر والظلم والحروب والأمراض والمجاعات والزلازل وغيرها من مظاهر الشر على الارض .. ولماذا لم يجعل الإنسان كائنا خير ا يحب أخيه الإنسان والعدالة والحق والسلام ، ولو كان الله موجودا لماذا ترك أفضل الخيارات المفيدة للبشر والحياة ، وجعل الشر حرا طليقا يفتك بمخلوقته وهو يتفرج عليه .. هل هذا يناسب عدله ورحمته وقدرات اللامتناهية ؟! … اما مفهوم الإمتحان والإبتلاء فهو لايليق بالصورة المرسومة لله من قبل الأديان .. إذ كيف يكون عادلا رحيما محبا لمخلوقاته ومع هذا يدخلها في هذه المشاكل والعذابات والكوارث من اجل التأكد من ولائها وطاعتها له .. هذا لايليق بالله الموصوف في الكتب الدينية ، بل ان مفهوم الإبتلاء إستعارته الأديان من سلوك الملوك والجبابرة عندما أرادوا إختبار رعيتهم !

صحيح ان الملحد لايمتلك إجابات على كافة الأسئلة حول كيف نشأ الوجود لوحده من دون خالق ، ومن أوجد قوانين الكون إذا لم يكن لها مبدع ، لكن الملحد في نفس الوقت يحترم عقله ولايستطيع الإقتناع بوجود رب للكون وجد بشكل تلقائي أو خلق نفسه وإمتلك كل هذه القدرات والعلوم والمعارف من لاشيء ، وأيضا فوق طاقة العقل تصور وجود رب لازمني ليس له بداية وليس له نهاية .. هذا يستحيل على العقل تقبله ، واما التسليم به فهو يعد تعطيلا للعقل .

الذي عزز وفجر كل هذه الأسئلة في نفسي هو تشريع (( سبي النساء )) الموجود في العهد القديم / سفر التثنية ، والقرآن .. التشريع في العهد القديم تؤخذ المرأة السبية ويُحلق شعر رأسها وتربط عدة أيام امام باب الدار ، ثم يتم إدخالها الى البيت وإغتصابها وإجبارها ان تكون خادمة ، اما تشريع القرآن فهو سمح بإنتزاع المرأة من بين أحضان زوجها وأطفالها – حتى لو كانت بريئة وغير مشاركة في القتال – وتؤخذ أسيرة يتم إغتصابها دون موافقتها وإكراهها على ان تكون خادمة طول عمرها أو بيعها ، والتشريع سمح لهذا المجرم الهمجي الذي يطلق عليه ( مجاهد ) بأن يسبي أعدادا مفتوحة وله مايشاء ، ويمكنه جمع آلاف النساء في بيته ، والسؤال : لوكان الله موجودا ويرفض هذا الظلم .. لماذا لم يتحرك للدفاع عن نفسه ومعاقبة المجرمين الذين يغتصبون النساء بإسمه ؟! .. على الصعيد الشخصي أشعر بالعار لأني لم أنتبه الى بشاعة حكم سبي النساء وملك اليمين منذ فترة الشباب والتطهر والتخلص من الدين مبكراً!

من فوائد الإلحاد.

– إسترداد الذات من الإستلاب والتغريب والتدجين وكسر قمقم القولبة والتعليب ومغادرة العبودية وترك إستعارة أفكار الموتى والسير حسب هذيانهم .

– توسيع آفاق العقل في الإنفتاح على الممكنات ومغادرة الحتميات الدينية والتفسيرات الغيبية الجاهزة لكل شيء ، على سبيل المثال : أصبحتُ انظر الى قضية الموت بدلا من كونها حتمية إلهية ، وصرت اعتبرها انها قضية صحية فقط يمكن من خلال تقدم الطب والعلوم الآخرى القضاء على الأمراض وتهدم الخلايا ووقف الموت وجعل حياة الإنسان أبدية خالدة على غرار حياة احد انواع قناديل البحر الذي يعيش حياة دائمية بلا موت كلما تقدم في العمر يعيد تجديد نفسه ، وهذا يعزز الأمل من ان قوانين الطبيعة تقدم لنا نموذجا لايموت الى جانب تقدم العلوم ونجاحها في إطالة عمر البشر حاليا ، والإستنساخ ، وعلاج الخلايا الجذعية … كل هذا التقدم العلمي هو بداية الطريق ، ولو كان الطبيب مؤمنا بما تقوله الاديان لما استطاع إجراء البحوث وتطوير الطب واكتفى بالحتميات الدينية .

– التخلص من الشعور بالإثم والذنب الديني .. فالفقه والعقائد الدينية تحاصر عقل ومشاعر المؤمن وسلوكه بسلسلة من القيود والسجون ، وتغلق عليه منافذ الحياة وتصادر أفراحه ومسراته وعفويته ، وتقتل إنسانيته … بحجة المحرمات والوساوس الشيطانية وغيرها وتجعل المؤمن يعيش في حالة شعور مدمر وفظيع بالإثم والذنب والتقصير وتسبب له الأمراض النفسية التي يتوهم المؤمن بانها نوع من الخشوع والروحانية في حين انه إضطرابات نفسي يضرب الشخصية في الصميم ويصيبها (( بالسادية والماسوشية )) السادية تحول المؤمن الى حاقد على المجتمع ويكفره بإستمرار وقد يرتكب جريمة تفجير نفسه بالمفخخات لقتل الناس ، والماسوشية تجعل المؤمن يستمتع في تعذيب نفسه وخضوعها الذليل لرجل الدين وللأفكار الدينية ومصاب بالعطب الفكري .

– مغادرة أوهام وجود الملائكة والجن والشياطين .. والتخلص من القلق اليومي بتعرض لتلبس الجن والشياطين , تصوروا فداحة وبشاعة العقائد الدينية التي تعتقد بوجود ملكان يجلسان على كتفي كل شخص يتجسسان عليه طوال الوقت ويكتبان التقرير الأمنية عنه !

– حضور الجانب الإنساني في العلاقات الشخصية .. إذ ان المؤمن محكوم بعلاقات عنصرية ضمن حدود الطائفة والدين .. وينظر الى الآخر من الديانات الأخرى على انه ضال و كافر ، وهكذا تسبب الأديان تحطم العلاقات الإنسانية بين البشر ، بينما علاقات الملحد تتجاوز حواجز الطائفة والدين وتنفتح على الآخر مهما كانت توجهاته ،
وطبعا توجد العديد من الفوائد الأخرى للإلحاد .

ختاما .. أعتذر لكل الأصدقاء والمعارف الذين أزعجتهم سابقا بالمواعظ الدينية وحثهم على الإيمان .. لقد كنت ضحية تربية العائلة والمجتمع ، والخوف من عذاب نار جهنم .

أحدث المقالات

أحدث المقالات