البشر مخلوق يملك عقلا ويحدق في المستقبل , ولا يمكنه أن يمضي في الحياة من غير إعتقاد يؤهله للتواصل والصمود أمام التحديات التي لا قِبل له بها.
ومن هذه التحديات عاديات الطبيعة والأوبئة بأنواعها التي رافقته منذ الأزل.
ذلك أنها من الصعب تفسيرها وفهمها , ولا بد للعقل أن يتخذ من الإرادة الغيبية سبيلا لفهمها , والشعور ببعض الطمأنينة على أنها تسير وفقا لتقديرات غيبية.
وفي هذا المعترك الوجودي الصاخب ولدت الأديان وتعددت المعتقدات , وهي في جوهرها ذات منحى واحد ورؤية مشتركة ذات زاويا نظر متعددة.
فما يجمعها سلطة الغيب , الذي تراه كما إستطاعت وأدركت , ومضت على مناهج الكينونة التفاعلية مع الأيام على مر الأجيال.
فالبشرية ما أن تواجه تحديا كبيرا حتى يكون لما تعتقده دوره في إعانتها على المطاولة والصبر والتحمل والإنتصار.
فالإعتقاد عنصر إيجابي فعّال وطاقة ضرورية لديمومة الحياة وتعزيز البقاء فوق التراب.
وفي الزمن الذي باغتَ فيه وباء كورونا البشرية في أصقاع الدنيا , وأكل منها عشرات الآلاف , صار الإعتقاد الفاعل في المجتمعات ضرورة أساسية للحفاظ على وجودها وتقرير مصيرها.
فالوباء يداهم والعلاج بعيد وكذلك اللقاح , وما بقي عند البشر غير اللجوء إلى طاقات الغيب البعيد , وإستحضارها والإستعانة بها على مواجهة الوباء العتيد.
فلكل معتقد معطياته الإيجابية , التي عليها أن تعزز بقاء أصحابه المنتمين إليه , وتلك إرادة اللاوعي الكامنة فينا!!