18 ديسمبر، 2024 11:50 م

لم تستسلمْ سنبلةٌ رضَعتْها دموعُ أمي في خمسِ أغنياتٍ مالحةٍ لزمنٍ مائلٍ

لم تنكسرْ أحلامُها في قسوةِ ليالي الحصادِ

لم تَطُفْ حولَ شجرةِ التوتِ

لمْ تسرحْ جدائلُ العنبِ الأسودِ في الأعيادِ

لم تنَمْ على سريرٍ فقدَ نشيدَهُ وانصهرَ مع معطفٍ رماديٍّ في قارةٍ مجهولةٍ

بقيتْ الغرفةُ طينيةٌ تغنّي للبابونجِ وأسرابِ الحجلِ .

غرفةٌ تحرسُها محطاتُ دمعٍ، من كلِّ جهاتِها قوافلُ أسماءٍ بلا كفنٍ

غرفةٌ يهتزُّ ظلُّها فترتعشُ السماءُ دونَ نجومٍ

وعنقُ الطريقِ يقبّلُ كفَّ أساورِ اللّقاءِ ..

كلُّ المرافئِ تحتضرُ تحتَ مخدّة ِأمي لتكونَ فانوسَ مسبحةٍ تضيءُ الفضّةَ

وقفةُ أملٍ بصوتِها الرّخيمِ ..

حولَ كوفيةِ أمي تحومُ آياتٌ وتراتيلٌ، تأبى النومَ قبلَ غروبِ العمرِ

مطرّزةٌ بأبجديةٍ تصارعُ الغبارَ.

أجنحةٌ تتشابهُ كثيراً

ضيوفُها يحلّقونَ في لحنٍ محظورٍ،

حينَ يدورُ حوارٌ بينَ السّجينِ والسّجّانِ يُغمى عليهِ المنظورُ

ويسقطُ المحظورُ في لغةِ الكلامِ.

تختفي فخامةُ نجمٍ عالٍ

يتعرّى في كوكبٍ مجهولٍ

هيبةٌ تسقطُ في وحلِ صغائر لا معطفٌ يكتسيها ولا سقفٌ يدلفُ عزفَ فجر ٍ.

وحدَها غرفةُ الرّحيمِ تبتسمُ للطّينِ والغرباءِ

تضيءُ في المساءِ صدر َمكانٍ ،لاعرشَ لأحجيةٍ بينَ مواويلٍ ثكلى

مازالَ السّفحُ يغنّي سمفونيةَ وترٍ بلا قيودٍ

رحيمٌ شامخٌ

رحيمٌ لا يذرفُ دموعاً على سفينةٍ غرقتْ في جبلٍ مجهولٍ.