خاص : كتبت – نشوى الحفني :
أحداث متسارعة وغير طبيعية تحدث في الشارع العراقي تبدو في هيئتها المختلطة إلى وجود أطراف خارجية تريد الزج بـ”العراق” إلى براثن الحرب الأهلية للخروج عن مسار المطالب المشروعة التي دعت إليها الجماهير الغفيرة منذ إنطلاق تلك الانتفاضة، في بداية تشرين أول/أكتوبرالماضي، فأصبح العنف هو السمة الأساسية لتلك المرحلة، خاصة بعدما وصل الثوار إلى أولى مطالبهم باستقالة رئيس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمهدي”، إلا أن هنا ثمة من لا يريد ذلك، بل يدفع بالأمر إلى ما هو أبعد من ذلك، خاصة عندما أذيعت الأنباء عن تعرض مقر إقامة المرجع الشيعي، “مقتدى الصدر”، للهجوم بطائرة مُسيرة، لذلك نجد أن هناك من يعبث بأمن “العراق” وله مخططات أخرى.
فقد شهد “العراق”، يوم الجمعة، ليلة دامية، حيث شهدت “ساحة الخلاني” و”جسر السنك”، وسط العاصمة العراقية، “بغداد”، إطلاق رصاص حي من قِبل مجهولين، إضافة إلى قنابل مسيلة للدموع على المتظاهرين، وسيطروا لفترة وجيزة على مبنى يحتله المحتجون منذ أسابيع قرب “جسر السنك”، ما أسفر عن مقتل 17 شخصًا على الأقل وإصابة نحو مئة بجروح، فيما أشارت صحيفة (ديلي ميل) البريطانية إلى مقتل 25 شخصًا على الأقل جراء الأحداث.
أوامر بحمل السلاح من قِبل قوات الحماية..
وهو الأمر الذي جعل قائد “شرطة الديوانية” في العراق، العميد “حيدر الخيكاني”، يصدر، أمس، أوامر بحمل السلاح للقوات المكلفة بحماية ساحة المظاهرات لحماية المتظاهرين، وقال في حديث لقناة (السومرية) العراقية، إنه: “تم إصدار أوامر بحمل السلاح للقوات المكلفة بحماية ساحة الساعة، (ساحة المظاهرات)، بعد أن كانت منزوعة السلاح في الأيام الماضية”.
وأضاف “الخيكاني”، أن: “الأوامر جاءت لحماية المتظاهرين على خلفية أحداث السنك والخلاني وتشدد أمني بمحيط الساحة”.
الجيش ينشر قواته..
كما لم يقف الجيش العراقي متفرجًا تجاه ما يحدث، حيث قال إنه سينشر قواته في مركز مدينة “بغداد”، “لحماية المتظاهرين”، بعد إعتداء مسلحين مجهولي الهوية عليهم، ما أسفر عن مقتل 20 شخصًا على الأقل.
ونسبت وكالة الأنباء العراقية إلى “قيس المحمداوي”، قائد عمليات “بغداد” في الجيش العراقي؛ أن “وحدة عمليات بغداد” قد تلقت أوامر بالانتشار والسيطرة على “ميدان الكيلاني” وجواره لحماية المحتجين السلميين.
“مجزرة السنك”..
وأطلق المتظاهرون على الهجوم اسم “مجزرة السنك”؛ نسبة إلى “جسر السنك” القريب من “ساحة التحرير” المركزية، فيما أعلنت “وزارة الداخلية” العراقية، عن فتح تحقيق بالحادث.
وقال أحد الشهود إن المسلحون أطلقوا النار بكثافة بلا رحمة على المحتجين، مضيفًا: “لم يسمحوا لنا بإجلاء الجرحى. كان ذبح”، فيما أوضح مسؤولون أن ثلاثة من بين القتلى كانوا من رجال الشرطة والباقي من المحتجين، وفقًا لما ذكرته صحيفة (ديلي ميل) البريطانية.
عمل وحشي ضد شعب العراق..
ولقي هذا الحادث إدانات واسعة من قِبل المجتمع الدولي، فقد أدانت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، “غانين بلاسخارت”، بشدة الهجمات على المتظاهرين السلميين في “العراق”.
وقالت “بلاسخارت”، في بيان أمس: “إننا ندين عملية إطلاق النار على المتظاهرين العزل في وسط بغداد، ليلة الجمعة الماضية، ما ترك عددًا مرتفعًا من الوفيات والإصابات، بين المواطنين الأبرياء”، مضيفة: “أن قتل المتظاهرين غير المسلحين من عناصر مسلحة، يعتبر عملًا وحشيًا ضد شعب العراق”.
مشددة على وجوب تحديد هوية المسلحين، وتقديمهم إلى العدالة دون تأخير، مناشدة القوات الأمنية العراقية، ببذل كل جهد لحماية المتظاهرين السلميين، من أعمال العنف التي تنتهجها العناصر المسلحة العاملة خارج نطاق سيطرة الدولة.
تحذير من هجمات جديدة..
من جهتها، قالت “السفارة الأميركية” في “العراق”، إن أعمال العنف الوحشية التي وقعت، الليلة الماضية، ضد المتظاهرين العزل، كانت مروعة ومرعبة، مطالبة الحكومة العراقية بإتخاذ خطوات إضافية لحماية المتظاهرين، ومحاسبة مرتكبي الهجمات.
كما حذر وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، أمس، من هجمات جديدة تستهدف المتظاهرين العراقيين.
وغرد على (تويتر): “نرى تقارير جديدة عن هجمات عنيفة في بغداد ضد العراقيين الوطنيين”.
وطالب “بومبيو”: “قادة العراق وحكومته؛ بالتحقيق مع المسؤولين عن هذه الهجمات ومقاضاتهم”.
ضرورة الكشف عن هوية منفذي الهجوم..
فيما دعت “السفارة الفرنسية”، إلى ضرورة الكشف عن هوية منفذي الهجوم المسلح، على المتظاهرين.
وأكد سفير “الاتحاد الأوروبي” في العراق، “مارتن هوث”، أن الأحداث التي شهدتها “ساحة الخلاني” و”جسر السنك”، وسط العاصمة العراقية، “بغداد”، “جرائم قتل”.
وأعرب سفير “الاتحاد الأوروبي” لدى “بغداد”، في تغريدة له؛ عن غضبه وحزنه، جراء جرائم القتل ضد أعداد من المتظاهرين والقوات الأمنية، من قِبل عناصر مجرمة.
تساؤلات عن من سمح لهم بذلك ؟
واعتبرت “منظمة العفو الدولية”، أن: “الهجوم الجيد التنسيق” من العديد من “الرجال المدججين بالسلاح في قافلة طويلة من المركبات”، يطرح “تساؤلات جدية حول كيفية تمكنهم من عبور نقاط التفتيش في بغداد، وإرتكاب مثل هذه المذبحة”.
ملاحقة الخارجين على القانون..
أما الرئيس، “برهم صالح”، فقد دعا الجميع إلى احترام الطابع السلمي للتظاهرات، مشددًا على ضرورة ملاحقة المجرمين الخارجين عن القانون، والقبض عليهم من القوات الأمنية.
وقال “صالح”، في بيان لرئاسة الجمهورية: “نتابع باهتمام شديد وبألم عميق، مع الجهات الحكومية المختصة، ما حصل، أمس، من إعتداء إجرامي مسلح، شنته عصابات مجرمة وخارجون على القانون، ذهب ضحيته عدد من الشهداء والجرحى، في الاحتجاج الشعبي”.
وأكد “صالح”، أن الحق المشروع لأي مواطن بالاحتجاج والتظاهر السلميين، ومنع وتجريم أي رد فعل مسلح وعنيف ضد المتظاهرين السلميين، مبينًا أن: “مسؤولية أجهزة الدولة الأمنية، بالإضافة إلى حماية المتظاهرين السلميين والممتلكات العامة والخاصة والحفاظ على أرواح العراقيين، هي ملاحقة المجرمين الخارجين على القانون والقبض عليهم وإحالتهم إلى القضاء العادل لينالوا العقاب الرادع الذي يستحقونه”.
ودعا “صالح” الجميع إلى “احترام الطابع السلمي للتظاهرات التي تدعو إلى الإصلاح والوئام المجتمعي والتعاون بين المواطنين والأجهزة الأمنية للدولة للحفاظ على الأمن العام ومواجهة الخارجين عن القانون”، معزيًا جميع عوائل الضحايا الشهداء، ومتمنيًا الشفاء العاجل للجرحى.
وأكد حرصه على وحدة العراقيين في هذه اللحظات العصيبة للحفاظ على أمن الوطن وحقوق المواطنين، لافتًا إلى ضرورة “المتابعة الدقيقة مع الجهات المختصة وبما يحق الحقَّ ويصون السلم الأهلي ويضمن الحرية والعدل والتقيد بالقانون”.
جلسة طارئة بمجلس النواب..
هذا ودعا “حسن كريم الكعبي”، عضو هيئة رئاسة مجلس النواب العراقي، لعقد جلسة طارئة، يوم الإثنين المقبل الساعة الواحدة ظهرًا، بحضور القيادات الأمنية العليا، لا سيما “قيادة عمليات بغداد”، لمناقشة ذلك الحادث.
استدعاء المسؤولين..
ومن جانبها؛ أعلنت “لجنة الأمن والدفاع النيابية” العراقية، أمس، استدعاء قائدي عمليات وشرطة “بغداد”، إضافة إلى قائد الدفاع الجوي وقائد الفرقة 11 بالجيش العراقي في جلسة استثنائية تعقدها اليوم.
وقالت اللجنة، في بيان؛ إنها ستعقد غدًا جلسة استثنائية لاستدعاء كل من “قائد عمليات بغداد” و”قائد الدفاع الجوي” و”قائد شرطة بغداد” و”قائد الفرقة 11″ بالجيش العراقي.
وأضافت أن الاستدعاء جاء للتحقيق في الجرائم التي حدثت ليلة، أمس، في “ساحة الخلاني” و”شارع الرشيد”؛ وسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المتظاهرين، وكذلك الأحداث الأخيرة في محافظة “النجف”.
منع التسليح خارج إطار الدولة..
أما رئيس مجلس النواب العراقي، “محمد الحلبوسي”، فقد أكد أمس، ضرورة منع أية مظاهر مسلحة خارج إطار الدولة.
وقال رئيس البرلمان العراقي، في بيان أصدره مكتبه: “إن رئيس مجلس النواب تابع باهتمام شديد، ما حصل، أمس، من إعتداء مسلح على المتظاهرين السلميين، الذي قامت به عصابات مجرمة خارجة عن القانون، وراح ضحيته عدد من الشهداء والجرحى”.
وأدان “الحلبوسي”، الإعتداءات التي حصلت، أمس الأول، على المتظاهرين السلميين والخسائر الغالية في الأرواح، مؤكدًا أن على الحكومة والقوات الأمنية، أخذت دورها بقوة القانون لحفظ الأمن وحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدراتهم، وأن تمنع أية مظاهر مسلحة خارج إطار الدولة.
تواطؤ حكومي مع جهات مسلحة..
وحول طبيعة ما حدث في “السنك” و”الخلاني”، تشير إحدى تلك الروايات، بحسب صحيفة (الشرق الأوسط)؛ إلى “تواطؤ” جهات حكومية مع فصائل مسلحة، من خلال تعمد قطع التيار الكهربائي في “ساحة السنك” ومرأبها، تمهيدًا لمرور سيارات المسلحين من أمام نقاط التفتيش دون مساءلة أو متابعة، رغم امتلاك “وزارة الداخلية” لكاميرات ترصد مداخل ومخارج جميع شوارع العاصمة.
وفيما أنحت “قيادة عمليات بغداد” باللائمة على المتظاهرين لرفضهم وجود القوات الأمنية بالقرب ساحات الاعتصام، وحمّلتهم ضمنًا مسؤولية ما حدث، تقول جماعات الاحتجاج: إن “عدم تدخل القوات الأمنية حتى إنتهاء المجزرة وانسحاب جميع المسلحين؛ دليل على اتفاق مسبق بين الجانبين”.
تحميل “كتائب حزب الله” المسؤولية..
فيما فحمّل الناشط، “علاء البغدادي”، صراحة، (كتائب حزب الله)، مسؤولية أعمال القتل ضد المتظاهرين، واستبعد ضلوع بقية الفصائل (الحشد الشّعبيّ) فيما حدث.
وكتب “البغدادي”، وهو مقرب من (تيار الصدر)، عبر صفحته في (فيس بوك): “قبل يومين دخلت مجاميع تابعة لـ (كتائب حزب الله) إلى ساحة التحرير تحت ذريعة الدّفاع عن المرجعيّة، ورفعوا لافتات ضدّ أميركا وإسرائيل، (والسعودية طبعًا)، وبعض اللافتات التي تدافع عن السّيد السيستاني”.
وأضاف أنهم: “رفعوا لافتة كُتب عليها، (الخال)، وهي اللافتة ذاتها التي عُلّقت على واجهة مرأب السنك، والخال هو المصطلح المُشفّر الذي يتداوله أفراد (كتائب حزب الله) فيما بينهم، وهو يرمز إلى (قاسم سليماني)، وأيضًا يُطلقونه على قادتهم”.
ويشير “البغدادي” إلى أن: “عصابات (الخال) قامت بالتمرّكز على يسار حديقة الأُمّة، بالقرب من الشّارع القريب على البتاوين، وحاولوا نصب بعض الخيام”.
ويؤكد أنه قام باتصالات مباشرة بـ (سرايا السلام) وبعض العناصر من (كتائب حزب الله)، للحيلولة دون وقوع مجزرة، وبالفعل تم طردهم من “ساحة التحرير” سلميًا.
ويشير إلى أن هدف الكتائب “كان التمرّكز والتخندق في الساحة، كخطوة أولى للتغول بين الجماهير وفضّ الاعتصام وإنهائه، بعد السّيطرة على المطعم التركي وجسور الجمهوريّة والسّنك والأحرار”.
ولفت “البغدادي” إلى أنه وبعد “فشل محاولتهم هذه، وبعد الصّفعة المهمّة التي وجّهت لهم من المرجعيّة، حينما منعت استخدام اسمها وصورها كذريعة للاشتراك في المظاهرات، قاموا بمجزرة الأمس كمحاولة ثانية من أجل الإجهاز على الاعتصام، بعد أن قام بعض أفرادهم من الصّعود إلى (كراج السّنك) ورفع لافتة (الخال)، كإشارة لوجودهم، وأيضًا كإيعازٍ لجماهيرهم بتحديد ساعة الصّفر لمجزرتهم، واقتحام ساحة التحرير”.
وتتطابق مع رواية “البغدادي” روايات كثيرة تحدث بها متظاهرون بشأن لافتة “الخال”، التي وُضِعت على “مرأب السنك”، وتلك الروايات المتعلقة بالدور الفعال الذي لعبه أصحاب “القبعات الزرقاء” في حماية المتظاهرين من مجزرة أكبر كانت ستحدث، ليلة السبت، لولا تصديهم للجماعة المهاجمة وحماية الناس.
وانتشرت، أمس، في مواقع التواصل الاجتماعي عبارات الشكر لأصحاب “القبعات الزرق”، وهم جماعات مرتبطة بـ (تيار الصدر)؛ نشطوا منذ اليوم الأول لإنطلاق المظاهرات، وإرتبطت مهامهم بتقديم الدعم اللوجيستي والحماية للمعتصمين والمتظاهرين.
استهداف منزل “الصدر” بقذيفة “هاون”..
واستهدفت طائرة مُسيّرة، فجر أمس، بقذيفة (هاون)؛ منزل “مقتدى الصدر”، في “النجف”، وقال مصدر في (التيار الصدري)، لوكالة الأنباء الفرنسية، (فرانس برس)، إن قذيفة من طائرة مُسيّرة سقطت عند الجدار الخارجي لمنزل “الصدر”، في منطقة “الحنانة” بـ”النجف”، جنوب “بغداد”، فيما أكدت عدة مصادر، أن “الصدر” موجود حاليًا في “إيران”.
وكان مصدر أمني، أكد أمس الأول الجمعة، لقناتي (العربية) و(الحدث)؛ أنه تم استهداف منزل القيادي البارز في (سرايا السلام) وفي (التيار الصدري)، “مؤيد الأسدي”، وسط “الناصرية”، بعبوة صوتية.
وكان “الصدر”، قد أعلن في وقت سابق، تأييده للاحتجاجات التي تطالب بكفّ يد النفوذ الإيراني في البلاد، كما أن (سرايا السلام) قامت باستعراض قوة مسلح في أول أيام المظاهرات، مطلع تشرين أول/أكتوبر الماضي، ردًا على عمليات قتل وقنص المتظاهرين.
وكان التليفزيون العراقي، قد قال نقلاً عن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، أمس الأول الجمعة، أن “قيادة عمليات بغداد” فككت 3 صواريخ (كاتيوشا)، كانت موجهة لوسط “بغداد” في ذروة المظاهرات.
رسالة تحذيرية..
المراقبون اعتبروا أن تعرُّض منزل زعيم (التيار الصدري) إلى قصف بطائرة مُسيرة، أمس، يشير إلى رسالة تحذيرية شديدة بعثتها إليه الفصائل المرتبطة بـ”إيران” والمنزعجة من الدور الفعال الذي يقوم به أتباعه في الحركة الاحتجاجية.
وقال المتحدث باسم الصدر، “جعفر الموسوي”، أمس، إن: “إرتكاب مجزرة السنك وقصف الحنانة؛ يهدف إلى قتل مشروع الإصلاح وللدفع بقبول مرشح رئاسة الوزراء كالعادة خلافًا لمطالب المتظاهرين والتضحيات والدماء التي أُريقت في ساحات الفداء”.
وفيما لم يتهم (تيار الصدر) أي جهة بالوقوف وراء استهداف منزل “مقتدى الصدر”، هددت (سرايا السلام)، الجناح العسكري للتيار، أمس، بردّ “لا يتوقعه أحد”؛ في حال ثبوت تورط أي جهة بحادثة “الحنانة” في “النجف”، مشيرة إلى أن “التحقيقات جارية”.
وقالت “المعاونية الجهادية” لـ (سرايا السلام)، في بيان إن: “القصف الذي حصل، فجر اليوم، لمنزل مرجعنا الشهيد، محمد الصدر، ومسكن قائدنا، مقتدى الصدر، بطائرة مُسيرة له سابقة خطيرة جدًا لا تُنذر بخطر بل هي الخطر بعينه”.