20 أبريل، 2024 7:36 م
Search
Close this search box.

الميليشيات المسلحة .. تدفع العراق نحو مرحلة الفوضى والإنفلات الأمني !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :

بعد الإعتداء المسلح الذي إرتكبته عصابات مجرمة وخارجة على القانون؛ وذهب ضحيته عشرات الشهداء والجرحى في الاحتجاج الشعبي العراقي، باتت الأمور تتجه نحو التصعيد والإنفلات الأمني في أرجاء البلاد.

وتسود الآن مشاعر الخوف من احتمالية إنحدار البلاد إلى موجة من الإقتتال الداخلي، ومستويات جديدة من العنف، في ظل العجز الواضح الذي تبديه القوات الحكومية في ضبط الأوضاع ووقف ممارسات الفصائل المسلحة المنفلتة، لا سيما بعد قتل المتظاهرين السلميين واستهداف منزل زعيم (التيار الصدري)، “مقتدى الصدر”، بطيارة مُسيرة.

وكان مسلحون مجهولون قد أطلقوا النار على المتظاهرين، بعدما سيطروا لفترة وجيزة على مبنى يحتله المحتجون منذ أسابيع قرب “جسر السنك”، وسط إنعدام أي رد فعل من القوات الأمنية. ويمثل ذلك الهجوم نقطة تحول في مسار حركة الاحتجاج العفوية، التي أسفرت حتى الآن عن سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى.

هجوم موَثَّق ضد المتظاهرين !

بحسب مصادر عراقية؛ فإن وثائق استخبارية كشفت أن (كتائب حزب الله) العراقية، التي يقودها نائب رئيس هيئة (الحشد الشعبي)، “أبومهدي المهندس”، وترتبط مباشرة بـ”الحرس الثوري” الإيراني، هي المسؤولة عن الهجوم المسلح الذي تعرض له المتظاهرون قرب “جسر السنك” و”ساحة الخلاني”، الموازية لـ”ساحة التحرير”، وسط “بغداد”، مساء يوم الجمعة، وتسبب في سقوط عدد من القتلى والجرحى.

وأكدت الوثائق الصادرة عن “وزارة الداخلية”، أن عناصر هذه الميليشيا التي تنتمي رسميًا إلى هيئة (الحشد الشعبي)، المصنفة على أنها جزء من القوات المسلحة العراقية، وفقًا للقوانين النافذة، أودعوا أسلحة متوسطة وقاذفات صواريخ من نوع (RBG)؛ في مقرهم في أحد المساجد شرق “بغداد”، بعد استخدامها خلال الهجوم المسلح.

وتحدثت الوثائق بدقة عن تجمعات وحركة سلاح، بين التاسعة والحادية عشرة من مساء الجمعة، وهي الساعات التي شهدت تنفيذ الهجوم المذكور، مشيرة إلى أن تعداد المهاجمين تراوح بين 300 و400 مسلح.

ووصفت الوثائق نوعية المركبات التي استخدمها المهاجمون، ورصدتها كاميرات متظاهرين لحظة تنفيذ الهجوم.

العراق في دائرة العنف..

ردًا على الإعتداء الغادر، دعا الرئيس العراقي، “برهم صالح”، الجميع إلى احترام الطابع السلمي للتظاهرات، مشددًا على ضرورة ملاحقة المجرمين الخارجين عن القانون والقبض عليهم من قِبل القوات الأمنية، وذلك بعد الليلة الدامية التي شهدتها “ساحة الخلاني” و”جسر السنك”، وسط “بغداد”، حيث أطلق مجهولون الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين، وقُتل وأُصيب 84 شخصًا.

وقال “صالح”، في بيان لرئاسة الجمهورية: “نتابع باهتمام شديد وبألم عميق، مع الجهات الحكومية المختصة ما حصل أول أمس، (الجمعة)، من إعتداء إجرامي مسلح قامت به عصابات مجرمة وخارجون على القانون، ذهب ضحيته عدد من الشهداء والجرحى في الاحتجاج الشعبي”.

تحالف “الفتح” يدين العقوبات الأميركية !

أدان تحالف (الفتح)، قرار “وزارة الخزانة” الأميركية؛ بفرض “عقوبات” على مجموعة من قيادات (الحشد الشعبي) ورموز المقاومة الإسلامية، فيما أكد أن المقاومة تمر بمنعطف خطير وتواجه ضغطًا هائلًا للتنازل عن الحقوق والأهداف.

وذكر التحالف في بيان له: “ندين بقوة قرار وزارة الخزانة الأميركية، فرض ما يسمى، (عقوبات)، على مجموعة من قيادات الحشد الشعبي ورموز المقاومة الإسلامية”. وأضاف أن: “هذا القرار لا يغني ولا يسمن من جوع ولا يؤثر في مشروع المقاومة وقدرتها في التصدي للمخطط الإستكباري؛ الذي بدأت تتضح معالمه في الفوضى والخراب والتدمير وتقنين الإرهاب وتمويله”.

شبح التدخل الدولي..

قالت عضوة لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، “آلا طالباني”، إن: “المجتمع الدولي لم يُعد يقف مكتوف الأيدي حيال ما يجري في العراق، وقد بدأت مؤشرات ذلك خلال اليومين الأخيرين”، مبينة أنه: “بالإضافة إلى ما أعلنه سفير الاتحاد الأوروبي في العراق، فإن دولاً مثل بريطانيا وفرنسا؛ دعت إلى محاسبة الجهات المسؤولة عن قتل المتظاهرين السلميين في بغداد، وهو أمر يتزامن مع التصعيد الأميركي الأخير، فضلاً عن تقرير الأمم المتحدة الذي كان صدمة بحد ذاته”.

وفيما تتوقع “طالباني” أن: “يكون هناك عنف أكبر خلال الفترة المقبلة”، فإنها ترى أن: “كل المؤشرات تؤكد أن رئيس الوزراء المقبل سيتم فرضه من الخارج، لكن الغربي هذه المرة”، في إشارة إلى عدم قدرة “إيران” على إحكام سيطرتها على الأوضاع في “العراق” حاليًا.

العراق.. الأرض الرخوة والنظام الضعيف..

من جهته رأى المحلل السياسي، “عبدالرحمن الراشد”، أن “العراق”، الذي يتطلع للخروج من أزماته، قد يتحول إلى دولة الفوضى، إلى “سوريا” أخرى، ما لم يتدارك السياسيون والبرلمانيون والأجهزة العسكرية الأمر وقطع الطريق على “الطرف الثالث”.

فحملة استهداف المحتجين العزل تكبر وتزداد عنفًا ودموية، وستدفع المحتجين إلى التحول للعنف. وحتى الآن، قُتل نحو خمسمائة من المحتجين وجرح عشرون ألفًا في شهرين، وذلك منذ اندلاع المظاهرات، مطلع تشرين أول/أكتوبر الماضي.

مضيفًا أن الهجوم على المتظاهرين، أول من أمس الجمعة، كان الأجرأ والأعنف، حيث قتل مجهولون نحو خمسين شخصًا في العاصمة، “بغداد”، ووقفت الأجهزة محايدة.

وأوضح “الراشد”؛ أن أحدًا لا يريد دفع الأمور في “العراق” نحو الصدام، لا دول الجوار ولا القوى الكبرى، لكن الجميع يرى بقلق كيف أن “طهران” تريد السيطرة على القرار والأجهزة؛ لأنها تعيش ضائقة خطيرة مالية واقتصادية وأمنية داخلية وترى في الجارة “العراق” الأرض الرخوة والنظام الضعيف.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب