الحكومة الوطنية تستمد قوتها وقيمتها وإعتبارها من الشعب , ولا قيمة ومعنى ودور لحكومة تعادي الشعب وتسفك دمه.
هذه قاعدة تفاعلية دولية قائمة ما بين الدول المعاصرة , فالحكومات الممثلة لشعوبها تنال الإحترام والتقدير ولها دورها وتأثيرها في المحافل الدولية , أما التي تهين شعوبها فهي غير محترمة من قبل الدول الأخرى.
وعلى ضوء ذلك يمكننا قياس قيمة الحكومات وقادتها في العالم , فالحكومة التي تتقوى بشعبها تكون أقوى , والتي تتقوى بغير شعبها تكون أضعف.
وعندما يتظاهر الشعب مطالبا بحقوقه الطبيعية التي من واجب الحكومة تأمينها , فتواجهه بالرصاص وتقتل المئات منه , فهذه حكومة غير محترمة بين الدول , ويُنظر لأعضائها بإزدراء في المحافل الدولية , وتبدو بأعين الأخرين ذليلة تابعة وقابعة في أحضان أعداء شعبها.
ولو سقط بضعة أشخاص في مظاهرات سلمية في أية دولة ذات حكومة وطنية , لإستقالت الحكومة أو رئيسها فورا , بل أن بعض الحكومات يستقيل أعضاؤها لتهمة فساد بسيطة لا تتجاوز بضعة عشرات من الدولارات, أو سلوك لا يتفق وخلق الأمانة والمسؤولية , وذلك لأن الحكومات تحترم شعوبها وتستمد إرادتها وأهميتها منها.
وعندما تكون الحكومة مرهونة بالتبعية ومتورطة بالفساد والمآثم والجرائم , فأنها تفقد الضوابط الأخلاقية والإعتبارات السلوكية الصالحة , فتفعل ما تشاء بلا رادع أو إستحياء أو خوف , ويمكنها أن تستند في سلوكها الآثم على مبررات ذات جوهر أخلاقي , خصوصا عندما يوجد في البلاد مَن يتاجرون بدين , فعندها يكون من السهل تسويغ ما تقوم به الحكومات التي تستمد قوتها وبقائها من الطامعين بالبلاد والعباد.
ولن تستعيد البلاد عوتها وسيادتها وكرامتها دون حكومة وطنية تستمد قوتها من الشعب , وإلا فأن الشعب سيبقى مقهورا !!
فهل سيلد الشعب حكومته؟!!