26 ديسمبر، 2024 9:18 م

هل ستدمر الأخبار المزيفة الانتخابات العامة المقبلة ؟

هل ستدمر الأخبار المزيفة الانتخابات العامة المقبلة ؟

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

هل نظف عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي أعمالهم، منذ فضائح عام 2016 ؟.. خاصة بعدما تم استغلال بيانات أكثر من 50 مليون مستخدم على حساباتها الرسمية، بهدف التأثير على الرأي العام والتأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية.

ووفقًا لصحيفة (الغارديان) البريطانية، بدأت الحملة الانتخابية العامة القادمة بالفعل دون أن يتم تحديد موعد إطلاقها، لكننا نعرف أن أحدهم سيأتي – وكذلك الأحزاب السياسية في “بريطانيا”، التي تصعد بثبات إنفاقها في عالم الإعلان عبر “الإنترنت” غير المنظم إلى حد كبير. في آخر 90 يومًا، أنفق “حزب المحافظين” حوالي 100000 جنيه إسترليني على إعلانات (فيس بوك)، في حين أنفق “حزب البريكسيت”، أي خروج “بريطانيا” من “الاتحاد الأوروبي”، أكثر من 107000 جنيه إسترليني.

وفيما يلي تستعرض (الغارديان) جهود مواقع التواصل الاجتماعي، كلًا منها على حدة، لمكافحة التضليل…

الـ”فيس بوك”..

قامت أكبر شبكة اجتماعية في العالم، الـ (فيس بوك)، بتحسين جهودها بشكل كبير لمكافحة الممارسات الخاطئة في الانتخابات، منذ الإخفاقات سيئة السمعة في عام 2016، حيثُ تم استغلال أكثر من 50 مليون حساب كستخدم لـ (فيس بوك) للتلاعب بأصوات الناخبين لترجيح كفة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، حينها أمام غريمته مرشحة الحزب الديمقراطي، “هيلاري كلينتون”. وقد أكد “ناثانيال غليشر”، مسؤول الأمن المعلوماتي في (فيس بوك)، أن شركته إتخذت إجراءات منتظمة ضد “السلوك غير المنسق”. موضحًا أن نوع من التصيد المهني المنظم الذي كانت “وكالة أبحاث الإنترنت” الروسية رائدة فيه، في أوائل عام 2010، والذي تم استخدامه لمحاولة التأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية، لعام 2016.

تظل معايير الـ (فيس بوك) للإعلانات المدفوعة أقل وضوحًا. في آب/أغسطس الماضي، كشف تحقيق لصحيفة (الغارديان) عن شبكة دعائية يديرها السير “لينتون كروسبي”، أحد مديري حملات “حزب المحافظين” البريطاني، بعرض خطة مفصلة تتضمن قصصًا سلبية ومزيفة ضد “قطر”؛ والضغط على “الفيفا” لاختيار دولة أخرى لتنظيم مباريات “كأس العالم عام 2022”.

حيثُ عرض السير “كروسبي” العمل على إطلاق حملة لإلغاء “كأس العالم” في “قطر”، لعام 2022، والعمل على منح تنظيمه لبلد آخر مقابل 5.5 مليون جنيه إسترليني، وفقًا لخطة تم تسريبها تعطي فكرة نادرة عن أنشطة أحد أفضل الناشطين السياسيين المعروفين.

الوثيقة التفصيلية تتضمن: “إقتراح حملة لفضح نظام الدوحة؛ ووضع حد لنهائيات كأس العالم 2022 في قطر”. وكُتبت، في نيسان/أبريل من العام الماضي، وتم توقيعها من قِبل “كروسبي” شخصيًا.

وقال إنه إذا شارك في الحملة، فإن شركته “CTF Partners”، ستحتاج إلى 300.000 جنيه إسترليني شهريًا لمدة 18 شهرًا للتركيز على الجهود المبذولة لنزع الشرعية عن الحكومة القطرية والضغط على (الفيفا) “لإعادة بدء عملية تقديم العطاءات” ومنح تنظيم “كأس العالم” إلى بلد آخر.

حتى بدون استغلال هذا النوع من الثغرة الواضحة، من المرجح أن يكون موقع (Facebook) ساحة معركة. تتلقى الشبكة الاجتماعية بالفعل آلاف الجنيهات، في الأسبوع، من الأحزاب السياسية البريطانية. يأتي في مقدمتهم حزب “Brexit”، حيث حصل على 19.600 جنيه إسترليني من الإعلانات في الأيام السبعة الماضية. وبعد أن أصبح “بوريس غونسون”؛ زعيمًا لـ”حزب المحافظين”، يحاول بشتى الطرق، من خلال الإعلانات، التغلب على تفاقم حزب “البريكسيت” المستمر.

يتمثل أحد الجوانب الرئيسة للإعلانات السياسية على الـ (فيس بوك)، والتي لم يتم إصلاحها من قِبل الشركة في دفع الخوارزمية الخاصة بالمنصة، ففي الانتخابات الرئاسية الأميركية، أتضح أن فريق “دونالد ترامب” دفع مبالغ أقل لكل إعلان، لأن رسائلهم الأكثر إثارة للإشمئزاز حصلت على رد فعل أكبر بكثير من مستخدمي (فيس بوك)، مما دفع خوارزمية الشركة إلى تحديد أولوياتهم، وخلق دائرة لا يزال من الممكن استغلالها حتى اليوم.

إينستغرام”..

الشبكة الاجتماعية الثانية، بعد الـ (فيس بوك)، فقد تطورت بثبات، خلال العام الماضي. تتم إعادة كتابة رسائلها المباشرة لتكون متوافقة مع “Facebook Messenger”، وسيشهد إعادة صياغة العلامة التجارية القادمة التي يطلق عليها “Instagram by Facebook”. أضرارًا بالغة بالنسبة للمستهلك، لكنه له جانبًا إيجابيًا واحدًا: وهو منح (Instagram) حق الوصول إلى الأدوات نفسها التي صممها (Facebook) بالفعل لمحاولة منع تكرار أخطاء 2016.

في الشهر الماضي؛ على سبيل المثال، حصل (Instagram) أخيرًا على إمكانية الوصول إلى أدوات التحقق من الحقائق التي أطلقها (Facebook) في “الولايات المتحدة”، في كانون أول/ديسمبر 2016.

على النقيض من ذلك، يرى (Instagram) أن الكثير من أخباره المزيفة تنتشر في شكل صور ولقطات شاشة وتعليقات نصية، والتي يصعب العثور عليها. لذلك على مدار سنوات، إزدهرت المعلومات الخاطئة على المنصة، وإن كانت إلى حد كبير عن نصائح الصحة والجمال أكثر من السياسة.

اليوتيوب..

كانت فضيحة “Cambridge Analytica”؛ بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، كان موقع مشاركة الفيديو يواجه تدقيقًا متزايدًا بشأن السلوك المدمر الذي حفزته عملية الخوارزمية ومقاطع الفيديو وتشغيله تلقائيًا والإعلانات. ولكن إنتهت فترة السماح هذه، ولم يستخدم (YouTube) مزيدًا من الوقت لتحقيق تأثير كبير. لقد نفذت بعض الإصلاحات الأساسية: مع الإشارة صراحةً إلى الوقت الذي يتم فيه تشغيل القنوات بواسطة أسلحة دعاية الدولة، على سبيل المثال، وتعلن أنها ستزيل المحتوى من قِبل السياسيين إذا خرقت قواعد الموقع، (الإتجاه المعاكس لسياسة “Facebook” المعلنة مؤخرًا بترك أي محتوى منشور من قِبل السياسيين على الموقع، حتى لو كان ضارًا، نظرًا لما تتمتع به من أخبار متأصلة).

لكن بعض الجهود تبدو غير متقنة في أحسن الأحوال. على سبيل المثال، كانت سياسة مكافحة التضليل الرئيسة في (YouTube) هي إضافة روابط إلى “ويكيبيديا” أسفل مقاطع الفيديو، التي تدعي أن هبوط القمر كان مجرد خدعة أو أن الأرض مسطحة.

“غوغل”..

ومع ذلك، إذا وضعنا (YouTube) على جانب واحد، فلن يكون أداء (غوغل) سيئًا للغاية. نظرًا لإغلاقه على (+ Google) في وقت سابق من هذا العام، فإن موقع (YouTube) هو الأقرب إلى شبكة اجتماعية تديرها الشركة، ومن المحتمل أن تكون الشبكات الاجتماعية هي الخط الأمامي لأي حملة انتخابية.

لكن الشركة أتبعت خطى (فيس بوك) مع أرشيف الدعاية السياسية، والتي تبين العدد الصغير من الإعلانات السياسية التي عرضت على برنامجها في الأشهر الستة الماضية. قامت الشركة بالإعلان عن 400 إعلان فقط في “المملكة المتحدة”، بإجمالي إنفاق قدره 32000 جنيه إسترليني – ويبدو أن معظمها إعلانات عن (PNL) الرومانية .

تويتر”..

تأثير (Twitter) على الانتخابات أكثر مباشرة، إلى حد ما، من معظم الشبكات الاجتماعية الأخرى، لأن وسائل الإعلام مدمنة بشكل أساس على التطبيق. نتيجة لذلك، يكون لقاعدة المستخدمين الصغيرة نسبيًا تأثير كبير على الخطاب الوطني، مما يجعل الموقع هدفًا جذابًا.

مثل (Facebook)، أحرز (Twitter) تقدمًا كبيرًا في تحديد وإزالة أولئك الذين يحاولون إغراق الموقع بسلوك غير مفهوم. وقد تم ذلك أيضًا بطريقة شفافة، حيث أصدرت محفوظات كاملة من المواد المستخلصة حتى يتمكن الباحثون والمراسلون من رؤية بالضبط كيف حاولت دول مثل “الصين وإيران وروسيا” توجيه الخطاب.

سناب شات”..

قد لا يكون هذا هو المكان الأول الذي تفكر فيه عندما يتعلق الأمر بالحملات السياسية، ولكن (Snapchat) يستعد لحرب المعلومات فقط.

الـ”واتس آب”..

بفضل التشفير من النهاية إلى النهاية ونقص أدوات البث، يعد (WhatsApp)، المملوك لـ (Facebook)، هو النظام الأساس الأكثر غموضًا. يمكننا فقط الحكم عليه من خلال آثاره، التي ليست إيجابية. لقد تم إلقاء اللوم على مصداقيته بسبب موجات هائلة من المعلومات المضللة التي تجتاح “الهند”، مما أدى إلى العديد من الوفيات في عمليات الإعدام خارج نطاق الشائعات. في “البرازيل”، استخدم منظمو الحملة لجميع الأحزاب، وخاصة المرشح اليميني المتطرف، “Jair Bolsonaro”، الخدمة، حيث أرسلوا ما يصل إلى 300000 رسالة في وقت واحد إلى العديد من مستخدمي (WhatsApp)، البالغ عددهم 120 مليون مستخدم في البلاد.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة