من قصيدة (رثاء أبي) – البحر المتفارب.
أبي قدْ طواكَ الرّدى يا أبي*** كفاك صلاةً؛ وعشقَ النّبي
كفتكَ الدموعُ ثرى كربـــــلاء***تثرُّ بها ليلــــــةَ المنحـبِ
وكمْ مرّةٍ قدْ تُثار الشجونْ***عليــــكَ عليـــكَ؛ ولــمْ أنحبِ
لعلَّ أبي من ثنايا الحتوفْ****سيشرقُ فـــي وجههِ الطّيّبِ
وأخبرهُ كيفَ دارَ الزمانْ ***وأنْحبُ فــــي صدرهِ المُتعبِ
وكيف يمجُّ الشقيقُ الشّقيقْ*** ويُطعنُ غدرًا مـن الأقربِ
فيا خسّةَ المرءِ ! أنّى يلوذْ**** إلى زوجهِ بالنّفاق الغبي
فمنْ أينَ يأتي الرّدى للرّدى؟!***وتبقى الحياةُ ولمْ تُســلبِ
وإنَّ المنايـــا؛ لها خبطــــةٌ****تســـيّرها قـــدرةُ المُقْلـــبِ
فعقبى الحياةِ مماتُ الفتى**** وضحكُ الحِمامُ من المهربِ
وإلّا لماذا يطلُّ الوليــــد****بكاءً على العـــــالمِ الأرحـــبِ
كأنّهُ يعْلمُ سرَّ الوجــــــودْ*****شــــقاءً على القادم المُنكبِ