22 نوفمبر، 2024 11:27 م
Search
Close this search box.

محمد الحارثي.. رائد في أدب الرحلات وصاحب تجربة شعرية مميزة

محمد الحارثي.. رائد في أدب الرحلات وصاحب تجربة شعرية مميزة

 

خاص: إعداد- سماح عادل

“محمد الحارثي”شاعر وكاتب عماني، من موالد مدينة ”المضيرب” بسلطنة عمان، حصل على بكالوريوس الجيولوجيا وعلوم البحار عام 1986.

كتب الشعر العمودي، وقصيدة النثر، له عدة دواوين شعرية آخرها كان بعنوان “حياتي قصيدة، وددتُ لو أكتبها”. ومن مجموعاته شعرية الأخرى: “عيون طوال النهار” (1992)، و”كل ليلة وضحاها” (1994)، و”أبعد من زنجبار” (1997)، و”فسيفساء حواء” (2002)، و”لعبة لا تمل” (2005)، و”ورشة الماضي”، و”أوراق في السرد”، (2013)، وعمل روائي بعنوان “تنقيح المخطوطة” (2013).

في أدب الرحلة صدر له في هذا المجال: “رحلات في الجزر العذراء”، و”زنجبار”، و”تايلاند”، و”فيتنام”، و”الأندلس”، و”الربع الخالي” وكتابان آخران هما “محيط كتمندو… رحلات في الهٍملايا” و”دفتر كمبوديا”. وحصل على جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة في دورتها الأولى عام 2003 وجائزة الإنجاز الثقافي البارز في سلطنة عمان عام 2014.

وهو أحد أبرز الشعراء الكلاسيكيين في عُمان. وقد احتفت مجموعة من الكتاب العُمانيّين والعرب بتجربة محمد الحارثي الإبداعية، ضمن كتاب موسوم بـ «حياتي قصيدة وددتُ لو أكتبها» أعدّه وحرّره الكاتب سعيد بن سلطان الهاشمي.

مثقف فاعل..

يقول عنه الأمين العام للاتحاد العام للكتّاب العرب:”فَقْدَ الشاعرِ والكاتبِ الكبيرِ محمد الحارثي يُعَدُّ خسارة فادحة للواقِعَيْنِ الأدبيِّ والثقافيّ في عُمان ومنطقة الخليج، إنّ الراحل كان مثقفًا فاعلًا في محيطه، وكاتبًا وشاعرًا له مذاقه الخاص، وإنسانًا راقيًا قبلَ كلِّ هذا وبعدَه».

فاز “محمد الحارثي” بجائزة الانجاز الثقافي البارز في عُمان في دورتها السادسة لعام 2014 وتقول لجنة التحكيم المؤلفة من كل من الشاعر  “سماء عيسى” مؤسس الجائزة، والشاعرين “صالح العامري”، و”محمود حمد”: “إن التجربة الشعرية للشاعر محمد الحارثي تعتبر تجربة شعرية متميزة على الصعيدين العماني والعربي، سواء في مضامينها المتعددة والمتنوعة، أو على صعيد تطور أدواتها اللغوية والبلاغية، إلى أن وصلت إلى ذروة عطائها الفني في مجموعته الشعرية الأخيرة “عودة للكتابة بقلم رصاص”، والتي جاءت تتويجاً لمسار شعري طويل بدأه الشاعر من ثمانينات القرن الماضي، وحتى منتخباته الشعرية المنتقاة من سائر أعماله والتي صدرت تحت عنوان “قارب الكلمات يرسو”، متواصلاً بجدة وتأنّ، جعلته واحداً من أبرز الشعراء العمانيين المعاصرين.. محمد الحارثي هو أيضاً رائد في أدب الرحلات، ومن أكثر الكتاب العرب تجديداً في مسار ربط رحلاته حول العالم بالجانب المعرفي الإبداعيّ، وقد تجلى ذلك في كتابه الملفت “عين وجناح”، الحائز على جائزة ابن بطوطة في الرحلات المعاصرة في دورتها الأولى 2003. علاوة على توثيق الحارثي تجربة الشاعر العماني الرائد أبي مسلم البهلاني الرواحي التي هي التجربة الشعرية الأهم في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، بعد أن كانت متناثرة مصادَرة، وذلك من خلال تحقيقه لأعماله الشعرية وتقديمه لها بدراسة مستفيضة، صدرت عام 2010″.

وتضيف لجنة تحكيم جائزة الانجاز الثقافي البارز ” كما امتلك هذا الشاعر العُماني المتميز مواقفه السياسية الوطنية المستقلة، والتي طالما عبّر عنها دون مجاملة أو خوف، ضامّاً صوته إلى الحق الإنسانيّ، في أن يحيا الإنسان حياة حرة كريمة، مضيفاً ذلك لندائه الشعري الخاص، الذي حمله دوماً إلى الوهج الإبداعيّ المتواصل. وزاوج الحارثي بين حياته وكتابته، بشكل منقطع النظير، حتّى لتجد إحداها مرآة للأخرى، وسُلّما يصل الأولى بالثانية. إنه إضافة إلى بواباته المنفتحة، التي يفضي النثر فيها إلى الشعر، ويعانق بها الشعر براري النثر وسهوبه ووديانه، فإنّ أسفاره الجوّانية ومفاتيحه الإبداعية ربّت فيه فضيلة التسامح في قبول الأشكال الشعرية، والولع بتجاور الأشكال الشعرية (قصيدة عمود، تفعيلة، قصيدة نثر) جنباً إلى جنب، منتصراً في ذلك للشروط الإبداعيّة والجماليّة وحدها، ومحتفياً بالزمن الشعريّ في نبعه ومصبّه وجريانه”.

السفر والرحلات..

في حوار مع “محمد الحارثي” أجراه في بيروت يقول عن المكان الذي يستهويه في العالم ويختّاره ليكتّب عنه: “أحب بلدان شرق آسيا كثيراً، تايلاند فيتنام الهند والنيبال وجبال الهيملايا، وقد مشيت في تلك الجبال على رغم داء القلب الذي أعاني منه وانخفاض نسبة الأوكسجين في دمي، وبعدما تعبت من المشي صعدت على صهوة بغل وأكملت الطريق حتى ارتفاع 4000 متر. أحب هذه البلدان لسهولة التواصل مع الناس هناك، فهم لا يعانون من المشاكل التي نعاني نحن منها. إضافة إلى أنهم يؤمنون بالبوذية وهي دين الترحم والرحمة، ما ينعكس على تربيتهم، وتراهم لا يتصرفون بعنجهية وتسرع، وتلاحظ الحكمة في نفوسهم حتى في أبسط الأفعال”.

وعن ظروف سفره إلى شرق آسيا يواصل: “صراحة، تحدث معي الشاعر الإماراتي محمد السويدي الذي يشرف على مشروع (ارتياد الأفاق- أدب الرحلات الجديد) بخصوص الرحلة إلى الهند، قلت نحن في منطقة الخليج وثمة الكثير من المثقفين هاجروا إلى تلك البلاد وعاشوا فيها، مثل الشاعر البحريني إبراهيم العريضي وشعراء آخرين. لكن المشكلة في اعتقادنا أن الهند مجرد بلاد لاستيراد اليد العاملة الرخيصة، وهذا ليس صحيحاً، فالهند بلد حضاري. المهم أنني مكثت فيها لثلاثة أشهر بتشجيع السويدي ودعمه المادي، لكن لم أصدر كتاباً بعد عن تلك الرحلة بسبب انشغالي في أمور أخرى من بينها ديوان الشاعر أبو مُسلم البهلاني. ابن بطوطة، جاء هذا الرحالة الكبير والفقيه والقاضي من المغرب العربي وزار بلداناً كثيرة مثل الهند وعمان وله ناصية أو مسجد في سيريلنكا (كانت تسمى سرنديب في زمنه). كانت فكرة الشاعر السويدي أن أتتبع في رحلتي خطوات ابن بطوطة، لكنني لم أفعل ذلك. أحب السفر بحرية ورؤية الناس بطريقتي، وكتابة انطباعاتي كما فعلت في (عين وجناح)، فهذا الكتاب نجح لأنه كتب بطريقة مختلفة عن الأسلوب التقليدي في أدب الرحلات، وأقصد هنا أدب الرحلات القديم والجديد معاً، “كتاب (عين وجناح) لخّص تجربتي الشخصية في فيتنام وزنجبار وعمان (بلدي)”.

وعن سؤال ألا تلاحظ أنّ عُمان الأقل اهتماماً بالثقافة في بلدان الخليج يجيب” محمد الحارثي”: “طبعاً. تمارس عمان سياسة النعامة على المستويات السياسية كافة، وغيرها. أما المؤسسات الثقافية، فلا تدعم الكتّاب ولا الكتب، لكن ماذا نفعل في واقع مرير كهذا؟ المشهد الثقافي في عُمان لم تصنعه مؤسسات الدولة، بل الأفراد. مثلاً نحن مجموعة من الشبان فرضنا أسماءنا (زاهر الغافري، سيف الرحبي، عبد الله الريامي…) في المجال الثقافي عبر التواصل مع العالم والسفر وحضور النشاطات الثقافية، ولم تصنعنا المؤسسات الثقافية بل طموحنا الشخصي”.

وعن أثر أدب الرحلات في شعره يقول: “تلاحظ بقوة حضور القصيدة في أدب الرحلات الذي أكتبه، وفي الوقت نفسه تلاحظ الرحلة في شعري وهي مستمدة من ذاكرة الرحلة، ففي كتاب(عين وجناح) نشرت قصيدة بعنوان “الربع الخالي” وفيها يبدو الشعر على علاقة وثيقة بالسفر والأماكن، وثمة نوع من العلاقة الوشيجة بين الترحل وأفاق التخييل الشعري، سواء في كتابة أدب الرحلات أو الشعر”.

وعن كتابه (لعبة لا تمل) يقول: “هذه التجربة مختلفة عن كتبي السابقة (عيون طوال النهار) عام 1992، (كل ليلة وضحاها)، و(أبعد من زنجبار). أحب التجريب لكن بحذر، لست راضياً عن الديوان لكن البعض استلطفه وبعض النقاد كتب عنه. الشعر بالنسبة إلي يبقى أفقاً مفتوحاً على احتمالات كثيرة والتجريب فكرة في جوهر الشعر”.

الرحلة ثلاثية الأبعاد..

في مقال بعنوان (مات محمد الحارثي.. عاشت الرحلة ثلاثية الأبعاد) يقول محمود الرحبي”: “التقيت محمد الحارثي أول مرة في المغرب، كنت طالبا حينها وكان مقيما لفترة ليست بالطويلة، وقد أسس برفقة أصدقاء منشورات “نجمة” وهناك أصدر ديوانه الأول “عيون طوال النهار” بلوحة للفنان المغربي الجميل أحمد بن سماعيل. تنقل بعدها محمد في أكثر من مكان عبر العالم، ولكن تركز مكوثه أكثر في بلدان غير عربية، وخاصة بلدان الهند وآسيا أو تلك الواقعة بينهما كالنيبال، حيث ترك سفرا جميلا حمل عنوان “محيط كتماندو” وهي عاصمة النيبال ومحيطها الهندي والآسيوي. في آخر أيامه عاش محمد صراعا مع أكثر من مرض، كانت الأمراض تصارعه فيصرعها في أحيان كثيرة ليخرج بكامل حياته وعنفوانه شادا الرحيل إلى أفق جديد. أذكر ذات مرة في المنتجع الصحراوي “واحة نهار”  وهو فندق بري كان يمتلكه أخوه المرحوم عبد الله الحارثي، والذي كان كذلك لديه منتجع في قلب الصحراء أطلق عليه “ألف ليلة”، وقد نال شهرة واسعة بعد زيارة ملك السويد له. قال لي محمد: “الحياة تختبر مدى قوتي” متحدثا عن الأمراض التي غدت تسكن جسده، وضابطا ساعته وهاتفه على مواعيد أدوية عديدة. لا شك أن برحيل محمد الحارثي  يتوقف مسار إبداع عُماني متدفق خبر الدنيا طولا وعرضا، شرقا وغربا، ونال منها جرعات من الصراع و الألم والسعادة والتأمل والشعر”.

قصيدتين لمحمد الحارثي..

لوحة مفاتيح ذكيَّة في سَرنديب

(اعتذار مُتأخر إلى والت وِتمان)

‘إلى أين نذهب، والت وِتمان؟ الأبوابُ ستُغلَقُ في مدى ساعة.

إلى أيِّ طريقٍ تُشيرُ لحيتكَ الليلة؟’.

آلَن غينسبرغ

بعد إدماني الحواسيبَ النقَّالة يا شيخي والت وِتمان

قرَّرتُ العودة للكتابة بقلم رصاص، دونما اكتراث لضربات

الآباء السّرياليِّين اكتفاءً بثيمتين ثمينتين بسيطتين:

امتداح صرير أقلام الرَّصاص

وطقطقة الآلات الكاتبة التي استخدمتَها

مثلما فُجِعنا بانقراضها السَّريع بُعيد مُنقلب الألفيَّة الثالثة

برغم أنني ورثت واحدةً من أبي لأتلذذ أيَّام الشباب

بطقطقة مفاتيحها

راقناً قصائد عموديَّة كنتُ أقلِّد فيها الشعراء الجاهليِّين.

بيد أن الحواسيب النقالة أضحت زاداً ومؤونة

لا غنى عنهما في الحِلِّ والترحال..

وبسببها عادت محاكم التفتيش من جديد

وصارت كِلابُ المطارات البوليسية تتشمَّمُها

بعد أحداث 11 سبتمبر، كأنها ‘تولات’ حشيش مُهرَّبة

من العالم الثالث إلى فراسة قصيدةٍ كُتبت لتقريظ

قصيدتي ‘أميركا’ و’عُواءِ’ حفيدك آلَن غينسبرغ

بعد أن هبطتُ، ذات صباح، من طائرة كانت في طريق العودة

من أرخبيلات فراديسها المُعتقة إلى مسقطها هذا

لأبصر في لؤلؤة العودة نجمةً تلألأت سلفاً في عيني صديقي

البدويّ في الرِّمال

بعد أن تركنا خيمته وناقته الرُّعبوب لنمتشق واحدةً من

سيارات الدفع الرُّباعي في رحلة صيد

لأرانب الكلمات المُخاتلة.

(تماماً كما فعلتم في عصركم، حين تركتم أحصنة رُعاة البقر

وامتشقتم صفير القاطرات البُخارية).

بيد أنك لا تعرف يا شيخي، لا تعرف خيانتي لك وللمُتنبِّي

الذي ربما تناهت إليك أخبار سيفه وقلمه

في بوادي العالم الجديد

ذاك الذي كتب قصائده على غُرَّة حصانه الملأى بالفراشات

كلحيتك الكثَّة بفراشاتها التي أُسْطِرَتْ في أنطولوجيات

الشعر الأمريكي بعد رحيلك عن هذه الفانية.

***

نعم، نعم طلقتُ الحواسيب عودةً لبساطة الكتابة بقلم رصاص

‘لأنَّ في الخمر سِرّاً ليس في العِنب’

لكنَّ رَبعي المُتربِّعين في مقاهي الفيسبُوك أغروني مُؤخراً

باقتناء حاسوب التفاحة اللوحيّ

برغم يقيني بلا جدوى تفاحة مقضومةٍ سلفاً

ولا بآخر بدائل سامسُونغ اللوحيَّة المُنافِسَة

(لا سيَّما، بعد رحيل ستي’ جُوبز…)

وحين تعلَّلتُ بفشلي الذريع في استخدام

لوحة المفاتيح المُنزلقة تلقائيّاً

من الشاشة لم يقتنع الرَّبعُ؛ فقالوا يأساً مني ومن قلم الرَّصاص:

‘لا بأس أيُّها الشاعر المُتفنِّق في جاهليَّته الثانية

سنؤازر حاسوبك اللوحيَّ بلوحة طباعةٍ ذكيَّة تنقسم نصفين، دونما حاجةٍ بك لقضم تفاحة ستي’ جُوبز في مُخيخ مُخيِّلتك التي عَشَّشتْ فيها عموديَّات المُتنبي مدَّاح المُلوكِ والعبيد ذاك…

خذ لوحة المفاتيح الرَّقيقة هذه وضعها بعد طيِّها في جيب قميصك كأيِّ هاتف نقال بعد عودتك من خيمةِ صديقك البدويِّ الذي ترضعُ حليبَ ناقته وامض في رحلةٍ إلى هاواي أو إلى واحدةٍ من جُزرك العذراء التي لم تكتشفها بعد’.

***

هكذا عدتُ لاستمراء قيلولات ساحليَّة

في رحلةٍ إلى سَرنديب أتمرَّن خلالها

على إجادة استخدام لوحة مفاتيح البلوتوث

تحت نخلةِ جوز هندٍ باسقة

جعلتني أصدِّقُ وأكذِّبُ ما أخفاهُ بيتُ

أبي عُبادة الوليد بن عُبيد:

‘يُخفي الزُّجاجَةَ لونُها فكأنَّها | في الكَفِّ قائمةٌ بغيرِ إناءِ’

لأعود بعد تلك القيلولات السَّاحليَّة بقصائد نثر وقصائد عموديَّة أتسلى فيها بوَصف الرَّشأ الغُلام والرَّشأ الغُلامَة، فضلاً عن كتاب رحلات يُحاولُ عُكَّازاه بَختَرَةَ مفاتن جزيرة سريلانكا، واصِفاً (كأنني البُحتري) حقول الشاي ومعابد بُوذا وحديقة بيت محمود سامي البارودي الذي نفتهُ حماقات الإنكليز الكولونياليَّة إلى نعيم ذلك الفردوس…

مُتقهقِراً عن مدائحي الرُّومنسية للآلات الكاتبة وقلم الرَّصاص

الذي تعوَّدتُ سماع صريره في ‘أوراق العشب’

التي خُنتها كما خنتُ حصان المُتنبي

لأتركه وحيداً في براري البرابرة.

هكذا، هكذا بضغطةِ زِرٍّ على لوحةِ مفاتيح

مطويَّة في جيب قميصي.

…….

فأس التشذيب هذه..

‘لا أهتم بالقوافي. من النادر أن تجد شجرتين، جنباً إلى جنب، مُتساويتين’ .

فرناندو بيسّوا

تعليلك بديعٌ ومُقنِعٌ يا شاعر اللاطمأنينة

مُقنعٌ وبديعٌ تعليلك العليلُ هذا؛ لأقتفي خُطاك

مُطمئنّاً في الوصول عارياً

إلى عُذوبة نهر الخطيئة الدفَّاقِ بكمالِها؛ بيد أن الكلمات

تخذلني أحياناً

لتصطفَّ تلقائيّاً في قوافٍ بعد أن تزنَ أمواجَ بُحورها

في ميزان فَراهيديٍّ معطوب؛ لولا عمليَّات قيصريَّةٍ

يستمتعُ أتباعهُ

بإجرائها مجاناً في مُستشفيات الطُّمأنينة.

قد أخذلُ الخليل بن أحمد، قد أخذله لكنني لن

أخذلك في هذه القصيدة

فالعلاقةُ بين الشجرة والفأس

ليست جَبريَّة دائماً

لذلك سأرتاح اليوم بين شجرتي الأمثولة

لأتشرَّبَ قهوةَ التَّعليل

وقريباً، قريباً سأتخلَّصُ من فأسِ التشذيب هذه.

وفاته..

رحل  “محمد الحارثي” في مايو 2018 عن عمر ستة وخمسين سنة بعد صراع مع المرض.

 

 

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة