10 أبريل، 2024 7:54 م
Search
Close this search box.

فن النحت الإيراني اليوم .. الوضع كارثي بدون مبالغة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

“يمتهن الكثيرون، حول العالم، حاليًا حرفة نحت التماثيل النصفية، في حين أن المهرة إما تلقوا تعليم أكاديمي أو هم من أصحاب التجارب العملية الكثيرة. لكننا نتابع إسناد الكثير من طلبات نحت تماثيل نصفية للمشاهير في دول لم تشهد حتى الآن تنظيم القضايا الفنية إلى من لم يحصل على تعليم أكاديمي أو حتى يدرك جيدًا سمات الوجوه للطبقات المختلفة. من ثم نرى نماذج غير مناسبة”..

هذا جزء من تعليق النحات، “كامبيز صبري”، على سؤال وكالة أنباء، (إيسنا)، الإيرانية؛ بشأن أسباب انتشار التماثيل الرديئة.

مسؤولية المؤسسات الحكومية..

حيث طُرح، هذا السؤال، في مجموعة حوارات سابقة على عدد من النحاتين وصناع التماثيل، وكانت المشكلة الرئيسة في هذا الوقت، حيث يتعين على النحات تنفيذ العمل المطلوب في وقت قصير، لأن المؤسسات الحكومية هي المسؤول عن طلبات نحت مشاريع المدن، وهي لا تمنح الوقت الكافي بسبب إنعدام الرؤية الفنية.

وبالتالي يخرج العمل ردئيًا، لكن الأفضل في ظل هذه الأوضاع أن يرفض النحات طلبات بناء التماثيل حتى لا يقع بالنهاية فريسة الأحكام السلبية.

يضيف “قمبيز صبري”: “لم تتبلور، حتى الآن، في إيران الأسس والبرامج الدقيقة لتنفيذ المشروعات الفنية، من ثم تقع الكوارث التي نراها في كل مكان، لأن البلدية تكلف شخص معين بمثل هذه المشروعات وتخصص له الميزانية المناسبة، وهو بدوره يسند العمل لأي شخص يريديه”.

وأردف: “لا أريد المبالغة، لكن طريقة العمل هذه كارثية، لأنه هنا يرى أولادنا هذه المنحوتات ويتأثرون بالذوق السيء. ومثل هذه الأعمال تدمر عقولهم، لذلك هي كارثة ثقافية بكل المقاييس… يجب أن نمضي بإتجاه السيطرة على بناء مثل هذه الأعمال، بحيث تمر من خلال فلتر خبراء بناء المشاريع الحضرية قبل العرض على الجمهور”.

كيفية الجودة الفنية في فن النحت..

على سبيل المثال؛ حين تعتزم شركة خاصة بناء مشروع فني؛ فإن العمل الذي يمكننا القيام به هو عدم هذا العمل في المعابر العامة، وإلا لو أراد شخص ما أن يضع عملاً فنيًا في حديقة منزله بغض النظر عن الجودة لما أمكننا الحيلولة دون ذلك… والحقيقة أن نحت التماثيل عمل تخصصي بدأ قبل التاريخ في شكل بدائي مغرق في البساطة.

وانتشرت عمليات نحت التماثيل في منطقة “بين النهرين” و”إيلام” و”إيران” و”مصر” القديمة و”اليونان” و”روما” القديمة. وتراجعت هذه العملية نسبيًا بمجرد مجيء الإسلام، بينما واصلت عملية نحت التماثيل مسارها في المسيحية من خلال نحت وجوه القادة وكبار رجال الدين. كذلك استمرت عملية نحت تماثيل الأبطال والرموز الأدبية في فترات ما بعد النهضة.

وحالياً تُنحت التماثيل للفاتحين العسكريين العظام، وأصحاب التأثير على مصائر الأمم والشخصيات العملية والفنية. وللقيام بنحت تمثال لابد من توفر شرطين؛ هما الإحاطة بتفاصيل الجمجمة والبنية العظمية للأفراد، وكذلك بناء الشخصية.

ويتعين على من يريد نحت تمثال؛ إمتلاك مهارة البناء السطحي. أي إجادة تصوير التجاعيد وفُرمة الوجه من مثل الأنف، والعين، والشفاه، والفك. بعبارة أخرى يمتلك موهبة تركيب البنية التحتية والخارجية، وكذلك معايير التناسب… وهنا ما من حاجة للإحاطة بطبيعة الشخصية، على سبيل المثال: حين نتحدث عن شاعر عظيم مثل “سعدي”، لا تجد تقريبًا من رأى وجهه الحقيقي.

من ثم ولإننا لا نمتلك صورة “سعدي” يتعين الاستفادة من قصص وحكايت وأحاديث وأقوال في نحت وجهه. وتجدر في الحقيقة مراعاة المنظور التاريخي، مثلاً كيف كانت فُورمة الشعر والذقن آنذاك.

وأختتم “كامبيز صبري” حديثه، قائلاً: “لدينا، في إيران حاليًا، عدد من المخضرمين، وكذلك الشباب في مجال النحت، أفضلهم: علي‌أکبر صنعتي، وأبوالحسن صدیقي، وغلام رضا رحیم ‌زاده أرژنگ؛ وغيرهم، هذا بخلاف الآخرين الذين يعملون في هذا المجال وقدموا مجموعة من التماثيل المتميزة لبلادنا”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب