5 نوفمبر، 2024 12:28 م
Search
Close this search box.

بين “سميسم”و”الأمين”

بين “سميسم”و”الأمين”

في محاضرة عاصفة قبل سقوط نظام البعث بسنوات قليلة،تحدثت الدكتورة “حميدة سميسم”أستاذة “الحرب النفسية” في (كلية الإعلام ـ جامعة بغداد)،والعميدة لاحقاً،رداً على مقال كتبه (عبد الجبار اللامي)،بإحدى صحف النظام السابق قيل انه كتبه الدكتاتور،ووضع اسم اللامي عليه،عن الأصول التاريخية لعرب الجنوب،ادعى فيه أن هؤلاء الأقوام جيء بهم لرعاية “الجواميس” التي جلبها “محمد الخامس” لمنطقة الأهوار،بعهد قريب،وهم بالتالي أقوام نزوح وليس اصلاء!.

أمام طلبة قسم الإعلام ،قبل أن تصبح كلية الإعلام،حيث كان معظم الطلبة من جهاز المخابرات العراقية،وفيهم مدير مكتب(علي حسن المجيد الملقب كيمياوي)!.

استحضرت سميسم جذورها العالقة بجذور الهور السحيق،وكأني بصوت المطرب “سيد محمد”ينعى “كلكامش” (ياهيه …يا طور الحزن موالك يفزز حنين الروح ويبجيني ….ياهيه مر اعله الجرف….واطلع وجيك بطيني….).

بدأت المحاضرة،بمعايير الاستدلال على أصالة الأقوام،ثم استرسلت تسوق الأدلة الراسخة على فرية عدم أصالة أقوام الجنوب.

(معروف لدى المتخصصين والباحثين أن اللغة والعادات والتقاليد،هي من ابرز،ما يثبت أصالة الأقوام،وسكان أهوار العراق،هم أول من سكن تلك المنطقة،في الألف الخامس قبل الميلاد،وهم أصحاب أول دولة دينية في بلاد مابين النهرين وهي “الدولة السومرية”،وهناك مفردات وعادات لتلك الأقوام السحيقة لازالت تتداول وتمارس لحد اليوم منها مفردة “جا” التي تشتهر بها محافظات الجنوب،وكذلك والحديث لسميسم تقاليد العزاء عند الموت،فقد وجدت على جدران “الدولة البابلية” رسوم تصور نساء تنعى أزواجهن الذين قتلوا في السبي البابلي لليهود،وهن يهلَن التراب على رؤوسهن كما تفعل نساء الجنوب بعزاء موتاهن)!.

مشكلة التجربة الديمقراطية بعد العام “2003 “،بروز واجهات سياسية لم تقرأ التاريخ، كان عدم الوعي عامل في تصدرها المشهد السياسي، تسببت في مناسبات مختلفة زيادة الاحتقان ودق إسفين الفرقة بين أبناء البلد الواحد،تفتقد إلى معايير التعامل مع وسائل الإعلام،وتستهين بالمفردات والكلمات في لحظة طيران أمام “الكامرات” والجمهور تحرج قيادات وأطراف القوى السياسية وجماهيرها أمام الرأي العام !.

“تحالف سائرون” الذي ضم قوى اليمين واليسار،في بادرة تؤشر إلى نضوج التجربة الديمقراطية بعد العام (2003 )،والجدية في أدارة النظام السياسي بعيداً عن الجذور العقائدية والفكرية،يبدو انه أغاض أعداء العراق وتجربته الديمقراطية.لذا نحذر قيادات تحالف سائرون الحفاظ على هذا التحالف وتأصيل إدامته عبر ضبط تصريحات جميع أعضائه،والشجاعة في الاعتذار دون محاباة عندما يرتكب احد من أعضائه خطأ ما،لأننا نرى أن بقاء التحالف أهم من الأفراد.

أحدث المقالات

أحدث المقالات