أخيرا اطلق الصندوق مافي معيته من ارادات ناخبيه على الرغم من انه لم ينطق بها بملئ فمه الا ان التلميح والأشارة قد وضعت المعلومة في دولاب الاطلاع والمعرفة ,لمن كان صاحب الحظ والحوض الخدمي ,ولمن تلاشت مقدرته في استنهاض الجماهير لكي يحملوه الى المقاعد ,وماهي الا أيام قليلة جدا حتى يتطابق التلميح مع التصريح وتعلن نتائج انتخابات نيسان 2013 لمجالس المحافظات.
ما نفذ من نافذة المفوضية من من معلومات لبعض النتائج قد أفضى الى انقلاب في التوقعات غير أنها لم تكن بعنوان الانقلاب, لربما أن الكثير لم يقرأ المشهد السابق بقرأءة تستند الى أدراك وتركيز كافي لفكفكة الطلسم الجماهيري وما يردون أن يكتبوا في ورقة القادم ,وعموما فأن الخارطة للوضع العام قد صابها الكثير من التغير وهي تتجه نحو تغير أكبر في المراحل القادمة وخصوصا مابعد افرازات نتائج الانتخابات النيابية المزمع أجراءها في 2014،وهو طبيعة النظام الديمقراطي وكارزما الانتخاب مايفرض دائما من ضخ لدماء جديدة في وريد السلطة ,ومزاوجتها مع ما تبقى من دماء عالقة في الصندوق ,حتى تتوافر فرص أخرى برؤى أخرى لكي يستمر المشوار ويشخص ما هلك منها وأسباب الهلاك من أجل تجاوز تلك المعرقلات او الاخفاقات بتخطيط مبصر وثاقب ,وهذا هو جوهر المضمون وفلسفة المنهج الديمقراطي وعلى الجميع الاستسلام والتسليم لمصاديق البنفسج وألا سيقع سقف التغيير على رأس المعاندين أو الرافضين الى منهجية الدولة المدنية.
ربما الأمل في الوصول واجتياز خط السباق في مارثون الوطن والمواطن ,كان المسعى والهدف و لكنها ليست الغاية بقدسيتها ,وأنما هو أول الغيث وبداية الفصل الجديد لافراغ الذمة من أمانة جماهيرية وضعت في جلباب اعضاء مجالس المحافظات ,حتى يصلوا بها الى مواضع التحقيقي والانجاز وألا سوف يقلع الشعب مساميرهم من صناديق الانتخاب مرة ثانية , ,فموازين القوى الخدمية قد تغير بشكل ملحوظ وبات من كان منفردا ومتفردا ,متنافس مع أخرين بل ،هم قد تجاوزا ذلك وهذا ما دل عليه الكم الرقمي من اصوات لائتلاف المواطن وبرؤية شخصية اعتقد أنها الفائزالوحيد في تلك الانتخابات ,فأذا ما ابصرنا المشهد الحالي من أزمات وتوالد متأزمات قد خلق خندقين متضاربين ومتصارعين من اجل البقاء ,خندق شيعي متطرف وخندق سني متطرف ,وهو في الحقيقة ليس ذلك بل هو التفاف وقلب للحقائق ,فالمجتمع العراقي أذكى من هكذا مهاترات سياسية مصنعة في دهاليز المؤامرات ,بعدما وجدو صناعها أن الافلاس السياسي قد أحاط بهم وما عليهم الى استخدام منصة الورقة الطائفية للانطلاق والعودة من جديد ,نعم الشعب العراقي في الانتخابات الأخيرة قد وضع مقصلة الاعدام في رقبة الطائفية,ليضع اهدافه وأمانيه في ساحة التيارات المعتدلة والبعيدة عن لغة المذهب والطائفة.