خاص : ترجمة – بوسي محمد :
في بث حي على شبكة “الإنترنت”، قدم أحد الناجين من “الهولوكوست” شهادة حية عن تجاربه في معسكر الاعتقال النازي، ومسيرة الموت في بث على شبكة “الإنترنت” لآلاف الطلاب في جميع أنحاء البلاد، بمناسبة ذكرى المحرقة.
أجريت المقابلة مع، “هاري سبيرو”، البالغ من العمر 89 عامًا، من قِبل، “روبرت ريندر”، المحامي ونجم مسلسل الواقع القضائي. تم تنظيم البث الشبكي على مدار الساعة، لأكثر من 550 مدرسة وأكثر من 100 منظمة أخرى، بما في ذلك الدوائر الحكومية والجامعات وأماكن العمل، من قِبل “صندوق تعليم المحرقة”، (HET).
وقد قُتل أجداد “سبيرو” الكبار وخمسة من أطفالهم في معسكر الموت في “تريبلينكا”. فقط جده، “موريس مالينكي”، نجا من المحرقة.
رحلة عزاب “الأولاد” !
في سن المراهقة، عمل “سبيرو” مع جده، “مالينكي”، في مصنع الزجاج نفسه في مدينة “Piotrków Trybunalski” البولندية. وتم إرسالهما إلى معسكرات في “ألمانيا”، ثم في مسيرة الموت إلى “تيريزينشتات” في “تشيكوسلوفاكيا” المحتلة من قِبل النازيين.
كان كلاهما من بين 732 شابًا، عُرفوا باسم الأولاد، (رغم أنهم كانوا يضمون حوالي 80 فتاة)، تم جلبهم إلى “المملكة المتحدة”، بعد الحرب، من قِبل جمعية خيرية يهودية.
وقال المحامي، “ريندر”: “وجد هاري وجده نفسهما كلاجئين في ويندرمير، الأولاد، ومعظمهم لم يتبق لهم عائلة، شكّلوا عائلة ممتدة بحكم الواقع، واجتمعوا في لم الشمل ويحضرون حفلات زفاف بعضهم البعض”.
“سبيرو”، الذي قُتل أبيه وأمه وشقيقته في “تريبلينكا”، يحرص على عمل زيارة منتظمة إلى المدارس كجزء من برنامج التوعية في (HET). وقال: “إن التعليقات التي حُصلت عليها؛ تعطيني الكثير من التشجيع، خاصة عندما أخبرهم أنني لا أكره العالم بسبب ما حدث لي”.
وتابع تجربته المأساوية قائلاً: “كلما ذهبت إلى الحمام، كنت أرى دائمًا جثثًا مُلقاة على الأرض. وذات يوم رأيت جثة ملقاة على الأرض لم تكمل حصتها من الخبز، شعرت أنه كان يوم سعدي وأخذت الخبز وأكلته لانني كنت جائعًا، لم أشعر أبدًا بالخجل من قول ذلك”.
كان “سبيرو” واحدًا، من بين 270 شخصًا، من أصل 3000 شخص، نجوا من مسيرة الموت من مخيم “رحمسدورف” إلى “تيريزينشتات” في نهاية الحرب.
الكراهية لا تحقق أي شيء..
وقال “سبيرو”، لصحيفة (الغارديان) البريطانية: “لقد أستنتجت في النهاية أن الكراهية لا تحقق أي شيء، الناس قادرون على القيام بأشياء مريعة لبعضهم البعض، لكن ذلك لا يتم التغلب عليه بالكراهية”.
وأضاف: “تزوجت؛ وأشعر بسعادة لم أشعر بها منذ أكثر من 60 عامًا، ولدي ثلاثة أطفال، أنا أؤمن بالحياة وبالحظ، وأشعر أنني حظيت بالكثير من الحظ عندما قابلت زوجتي”.
قال “ريندر”: “هاري خالي تمامًا من أي مرارة، على العكس، إنه مليء بالأمل والفرح”.
من جانبه؛ قال “مارتن وينستون”، من (HET): إن “الإستماع إلى شهادة أحد الناجين كان له أثر هائل، ويشحذ طاقة الشباب، ويمنحهم هالة من الإبداع والتفاؤل”.
وأضاف: “سيكون من الرائع إرسال أحد الناجين إلى كل مدرسة، ليُقص تجربته على الطلاب التي مكنته من تحديد مسار حياته في المستقبل والتغلب على الأفكار التشاؤمية”.
ويعمل حوالي 50 من الناجين مع برنامج (HET) للتوعية، لكن “أصبح الأمر أكثر تحديًا” مع انخفاض أعدادهم وتكاثرهم. فهم يريدون التحدث إلى أكبر عدد ممكن من الناس.
سيشهد يوم ذكرى المحرقة، يوم الأحد القادم، حدث تذكاري في وسط “لندن” مع كبار السياسيين وكبار الشخصيات والزعماء الدينيين والناجين.