28 مارس، 2024 10:56 م
Search
Close this search box.

“حُسنى” .. قصة فتاة عراقية عالجت الألم بـ”الملاكمة” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

كانت الساعة السابعة؛ عندما شنت عناصر تنظيم (داعش) الإرهابي هجومًا على مدينة “سنجار”، التي يسكنها الأيزديون، وتقع على بُعد 120 كلم من مدينة، “الموصل”، حاضرة محافظة “نينوى”، إذ يعتبرهم قادة التنظيم من سُبُل نشر الفساد في الأرض، لذا قاموا بتشريد آلاف الأسر فقتلوا من قتلوا من الرجال وأسروا النساء والفتيات واستخدموهن لأغراض جنسية، فوقع عليهن تعذيب مستمر واغتصاب وعقاب.

كانت “حُسنى” واحدة من الفتيات اللاتي تمكن من الفرار من بطش (داعش)، وقالت لـ (بي. بي. سي): “قضينا أيامًا وليالي نستمع إلى صوت طلقات الرصاص وانفجار القنابل، لكن لم نصدق أبدًا أن (داعش) يمكنه قتلنا”.

كابوس الخوف والرغبة في الهرب..

وقالت الفتاة: “كان يقال بأن التنظيم لن يرحم الأيزديين، لكننا لم نصدق أبدًا، وعندما بدأوا دخول القرية قررت عائلتي الفرار، وكان الحظ حليفنا لأن كانت لدينا سيارة صغيرة تمكنا من الهرب بها، وفي الطريق شاهدنا كثير من القتلى الأيزديين طُرحوا أرضًا، بينما خرج الناس من بيوتهم إلى الشوارع وحاولوا الفرار، لقد كان كابوسًا تحول إلى أمر واقع”.

وأردفت: “لم يكن هناك ثمة من يفهم ماذا حدث أو ما سوف يحدث، لكن اليقين الوحيد كان الرغبة في الهرب، رغم عدم علمنا بالسبب الذي يدفع التنظيم المتشدد إلى قتل أطفال أبرياء ورجال ونساء”.

وفي النهاية تمكنت الأسرة، مثل آلاف الأسر، من الوصول إلى منطقة جبلية أختبئوا بها وعانوا من الجوع والعطش لعدة أيام.

وذكرت: “ظللنا في الجبل لمدة 4 أيام دون أن نحمل معنا ماءً أو طعامًا، فقط بضع قطرات من المياه، وقطعة من الخبز؛ كنا نوزعها علينا كي نتمكن من البقاء على قيد الحياة”.

وجدت في “الملاكمة” ملجأ..

انتقلت العائلة، بعد ذلك، إلى مخيم “روانغا”، الذي يقع في “إقليم كُردستان العراق”، وكان يضم 15 ألف أيزدي، كانت الظروف صعبة، ولم تتمكن الفتاة من إدراك معنى أن تعيش في مخيم، لكنها هناك اكتشفت أحد الأمور التي أعجبتها وشغلت بالها كثيرًا وهي “الملاكمة”؛ إذ نظم برنامج “صديقات الملاكمة” لفتيات المخيم فأنضمت إليه.

وقالت: “منذ هاجمنا (داعش)، زادت لدي الرغبة في تعلم الملاكمة، لقد عرفت كم هو صعب أن تقف مكتوف الأيدي أمام شخص يحمل السلاح ويوجهه إليك، وأنا على يقين أن الأمر كان سوف يتغير إذا عرفنا كيف نرد عليهم عندما يهاجموننا”.

وتمارس “حُسنى” كل يوم رياضة “الملاكمة” لمدة ساعة يوميًا، بهدف التخفيف من آلام المعاناة التي مرت بها، ولا تزال آثارها تلاحقها، كما تعرفت على أصدقاء جدد.

وأضافت: “نحتاج إلى معرفة طرق الملاكمة، لأن ما مررنا به لم يكن أول هجوم يستهدف الأيزديين، ولن يكون الأخير”.

وأضافت: “كونا أسرة صغيرة، وتعرفت على صديقات جدد، كما أن البرنامج يمنحنا الدعم والمساحة اللازمة كي نتمكن من تخطي مشاعر الاكتئاب بعد الصعوبات التي مررنا بها، خاصة ألم فقدان كثير من الأصدقاء والأقارب”.

“بطلة أوروبا” تقوم بتدريب الفتيات..

وتقوم “بطلة أوروبا” في الملاكمة، “كاتي براون”، بتدريب فتيات المخيم، وذكرت للوكالة البريطانية: “أشاركهن المعاناة وأدرك حجم التأثير الذي قد يعود على ثقتهن في أنفسهن وتقديرهن لذواتهن على المدى البعيد، ذلك لأنني عانيت من الاغتصاب وتعرضت لإعتداءً جنسيًا في سن الـ 16 عامًا”.

وأضافت: “لكن الملاكمة أنقذت صحتي العقلية ومنحتني الشجاعة، ولم تسمح لي فقط بتعلم الكيفية التي يمكنني من خلالها مواجهة ما يحدث؛ إنما أعطتني شعورًا بالإنتماء والتقدير، وهما أمران مهمان من أجل تعزيز القوة الداخلية”.

وأردفت: “دائمًا أقول إن الأشخاص الذين يمرون بظروف صعبة في حياتهم يمكنهم أن يصبحوا أفضل ملاكمين، لأن عزيمتهم أقوى”.

ولا يزال في إمكان “حُسنى” أن تُصر على حلمها في أن تصبح “طبيبة”، كما أضافت إليه الرغبة في أن تصبح “مدربة ملاكمة” لمساعدة فتيات ونساء على العثور على القوة والثقة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب