22 نوفمبر، 2024 10:21 م
Search
Close this search box.

قسمة سودة

يقال عن العانس التي لم تتزوج بعد وقد فاتها القطار : إن قسمتها لم تأت بعد ، وعن الزواج الفاشل أو الخسارة في عمل إنها قسمة مو زينة ، وفي العراق يلازم العراقيين ما يعدونه قسمة سيئة وليست جيدة عموما ، والقسمة والإقتسام والتقسيم هو العطاء وفقا للحاجة ، وبناءا على شروط في توزيع الأموال والممتلكات والتجارات ، وأن قسمة العراقيين سوداء بإمتياز فهي لم تكن وفقا لطموحهم ولا لإنسانيتهم وحاجاتهم وحقوقهم الطبيعية التي يعتقدون مشروعيتها .

منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1920 ونحن نعيش الإحتقان والتسلط والقمع والفساد والفشل والتنازع الطائفي والقومي ونخضع للإحتلالات والحروب والتدخلات الأجنبية والحكام الظالمين والأغبياء والفاسدين ولم نجد حلا لمشكلاتنا فنحن بلد متخلف عشائري طائفي لم نحظ بحاكم عادل ولا بديمقراطية متوازنة ولا بعدالة اجتماعية ولا بتوزيع عادل للثروة ولا بممثلين حقيقيين في البرلمان وأغلب من يحكموننا إما فاسدين أو جبابرة أو عملاء للمحتل أو لدول جوار قريب أو بعيد لا يهتمون لشؤوننا ويضعوننا في خانة المغضوب عليهم ولم يبذلوا الجهد لتحسين الخدمات الصحية والتعليمية والتربوية ، و تنتشر الامراض والمفاسد فينا وتحطمنا الدكتاتوريات يتنعم بعضنا ويعيش في الجحيم أغلبنا .

النزاع العربي الكردي التركماني على الوجود والمناطق والثروات ، يقابله صراع طائفي وظلم للمكونات وتنمر طائفة على أخرى وقومية على نظيرتها ، طبع حياتنا منذ 100 عام وللأسف ، في حين يتجبر القادة ويحولون الدولة إلى ممتلكات شخصية ويدخل حكام في حروب هوجاء ، تصوروا إن عراقيا واحدا هو صدام حسين أدخل العراق في 4 حروب رئيسية وعشرات الحروب الصغيرة والموضعية والإبادات الجماعية والبلاءات والإعدامات والسجون والزنازين وتسبب بقتل ملايين وتيتم ملايين وهجرة ملايين وعوق ملايين وجوع وعذاب وحرمان وغربة ملايين وما يزال العديد من أولاد العاهرات يمجدونه ويترحمون عليه .

في العراق تجري الأمور على عكس ما يتمناه الناس ، ويريدونه ويرغبون به بينما تموت أحلامهم وتذوي وتندثر ، ولا تجد البيئة الصالحة لتنمو بسبب الفساد وتعاقب المفسدين وكلما أتت أمة لعنت أختها فيا له من بلد موبوء بلا مستقبل ولا هوية ولا حياة فيها من الخير ما يريح النفس والأعصاب .

أحدث المقالات