17 نوفمبر، 2024 4:35 م
Search
Close this search box.

زعيم قام أو قعد

زعيم قام أو قعد

في زمن كثرت فيه الزعامات، صار ضرورياً أن نبحث في مواصفات الزعيم الحقيقي، و هل كل زعيم يستحق هذا اللقب؟
كلمة زعيم، تتطلب أكثر من شخص، يترأس مجموعة أو طائفة أو حزب؛ فمواصفات من يستأهلها، يجب أن تتعدى ذلك، إلى كونه مسموع الكلمة، مرهوب الجانب، له علاقات طيبة مع الأطراف الأخرى، تجعل منه الشخص المناسب، لحل الأزمات، و توجيه أتباعه لجادة الخير والصلاح.
كثرت هذه الأيام، الوجوه التي لا تملك من الزعامة، غير حروفها الجوفاء، فهم محترمون من أتباعهم، ما دامت مصالحهم معهم، وبمجرد إنتهائها، يصبحون مؤثرين- أحياناً وليس دائماً- فقط تحت سقوف بيوتهم.
إضطر بعض فقاعات الزعامة، إلى إيقاف نشاطاتهم كلياً، لإنقطاع تمويلهم، وعدم وجود من يقبل بالاستمرار معهم، مجاناً أو بالآجل، لحين إنفراج الأزمة، فأُغلقت الفضائيات، والمقرات، والمؤسسات الخيرية، و أي شيء كان يتغنى بأمجادهم، فأصبحوا كأن لم يكونوا.
هذه الشخصيات ( الهالوغرامية) من الزعامات، تجعلنا نعرف أن الزعيم، يحتاج قاعدة جماهيرية ضخمة، وفريق عمل لا يجعل المكاسب من أولوياته، بل يرهن مصلحته بالمصلحة العامة، وتاريخ مشرف، من إنجازات الأسلاف، وأهم من كل ما سبق، مشروع إصلاحي للمجتمع، يؤهله ليكون زعيماً للناس، وجديراً بإنتمائه نسباً وعملاً لأسلافه، كما قال معروف الرصافي:
وخيرُ الناسِ ذو حسبٍ قديمٍ
أقامَ لنفسهِ حسباً جديدا
التاريخ، زاخر بالأمثلة عن الزعماء، الذين قادوا شعوبهم إلى المجد؛ وليس أفضل ممن إختارهم ربنا، لحمل رسالته الى عباده، أمثلة يحتذى بها، فالرسل (افضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا ونبينا محمد وعليهم وعلى آلهم أجمعين) حازوا جميع صفات الزعامة، من شرف النسب، و صدق المشروع، ووحدة الهدف، والاخلاص في إتمام المهمة، وجمالية أساليب الترويج،لرسالته تعالى الى عباده، متوجين فوق كل ذلك، بالتسديد منه عز وجل.
لم تتوقف رسال الأنبياء، بعد استيفاء آجالهم، بل امتدت إلى اتباعهم المخلصين، فكانوا خير حاملين لهذا التكليف المشرف، وقدموا أرواحهم في سبيل ذلك، فكان الأوصياء والأئمة، زعماء الأمة وقادتها، حتى في وجود قادة، منصبين عنوة أو سرقة، فأعطوا درساً بأن الزعامة، تكون بما لديك من ثوابت، يتبعك الناس إيماناً بك وبها، وليس ما تفرضه عليهم عنوة.
في عصرنا الحالي، توجد لدينا شخصيات، لا يمكن مقارنتهم بالرسل والأوصياء، لكنهم مع ذلك مُستحقون للزعامة، لأنهم متميزون بين الآخرين، بما يملكونه من تاريخ مشرف، ومشروع وطني واضح، ولهم تأثير كبير في مجرى الأحداث، فبالرغم من محاولات تهميشهم، نجدهم في واجهة الاحداث، لمعرفة الجميع بإنفرادهم في القدرة على الحل؛ فهل تدرك الشعوب، أن خلاصها في تسليم زمام أمورها بيدهم، كي يطبقوا مشاريعهم، ويضمنوا الحياة الكريمة؟

أحدث المقالات