بات من الواضح إن مفردات الديمقراطية التي نشأت بصفتها الرسمية وعنوانها المعتمد في المؤسسة المدنية أوائل القرن الثامن عشر في الدول الأوربية كمنهج سياسي ما هو إلا نضال شعوب أعطت دماء وزرعت أرواح وحرثت أجيال من اجل البلوغ الى مراتب سامية في بناء مواطن وموطن ومواطنة وما قدم من قرابين يبين قيمة وعظمة المبدأ والممارسة المنشود من تطبيقاتها والتي تتجلى في سلوكيات متعددة وتعتبر الانتخابات وطريق تداول السلطة سواء على المستوى البرلماني او المحلي السكة التي من شانها إن تضع عربة الديمقراطية عليها ليتسنى لها بلوغ الأهداف وتعميم المفردات السلوكية الناصحة لقيام مجتمع متطور بناء قادر على إنتاج حياة متوازنة في محتوياتها وبما يؤسس لمستقبل واضح في الاتجاه والتكهنات القابلة للقراءات المنطقية ,فالانتخابات هي بمثابة الابن البكر والشرعي للأب الديمقراطي الذي من خلال سطوته نستطيع من إقامة وتفعيل نظام إزاحة المتعثر ووضع المتمكن من الإدارة للمسؤوليات في مرمى كرسي الريادة ,أذن نحن نتعامل مع ثمرة ديمقراطية اسمها الانتخاب وبذروها الصوت الانتخابي ولكنها نبات يحمل الأضداد معا ربما يكون السم في تعاطيه او الجرعة الشافية في وصفه وهو يقوم على كيفية التوصيف للواصف الحقيقي الذي يحمل هم وامال الفرد بعيدا إلى ارض التطبيق العملي والانزال على ارض المنجز بإسقاط واقعي مهني
نعمة الانتخاب تحتاج الى شكر وابتهال جماهيري يتجسد في إدارة الأفكار وتنوير العقول لكي تصبح في فناء البلوغ والتحقيق لا التعامل معها بنظرة سوداوية تشأومية لاتعي إلا الانكسار وافتقاد الألية ,لا بل يجب إن نتلاقفها بعناية فائقة وحكمة كبيرة طالما قد حرمنا من وعلى طيلة عقود طويلة من مفردات الديمقراطية والشفافية والانتخاب والماضي ليسس ببعيد عن الشاهد والشهيد على عصر الظلمة والعزلة وغياب الكيان الانساني في صومعة البعث وإمبراطورية ابن العوجة وكيف كانت تجري الحياة الديمقراطية عندما أعلن التصويت عن القائد الضرورة بطريقة الاستفتاء بنسبة مليون من مئة على بقاء الأعوج في كرسيه كمحاولة لتضليل الآخرين وخداع الناس بوجود شئ أسمه انتخاب وناخب وصندوق .