خاص : ترجمة – محمد بناية :
“إيران” في مشكلة جنسية.. فالمشكلات الاقتصادية أغلقت طريق الزواج، لكن ورغم “التابوهات الاجتماعية”؛ فقد انتشرت العلاقات الجنسية دون تعليم.
وكان “محمد رضا برومي”، مسؤول “ورشة الأسرة” في “مركز الدراسات النسوية” بحوزة “قم” العلمية، قد أعلن، في ندوة “الأزمة الجنسية” في “إيران” أن: “تعداد الفتيات اللائي كانت لهن علاقات جنسية قبل الزواج أكبر من عدد الذكور.. وفي إيران حوالي 20 مليون شخص يواجهون مشكلة في تلبية احتياجاتهم الجنسية”.
وقدم “برومي” إحصائيات عن الوضع الراهن للزواج والطلاق في “إيران”، وأضاف: “هناك 5.5 مليون ذكر أعزب تترواح أعمارهم بين 20 – 35 عامًا، وستة ونصف مليون فتاة تترواح أعمارهن بين 15 – 30 عامًا”. يحسب موقع (راديو زمان) الإيراني المعارض.
وضع اجتماعي ينذر بالخطر..
وإستنادًا إلى هذه الإحصائيات؛ يوجد في “إيران” 13 مليون أعزب، و4 مليون أرملة، و3.2 مليون ذكر أعزب بين 15 – 20 عامًا. وهذه الإحصائيات تعكس، بحسب “برومي”، أن في “إيران” 20 مليون شخص يواجهون مشكلة كبيرة في تلبية احتياجاتهم الجنسية.
مع هذا؛ فالحديث عن المشاكل الجنسية يُعتبر محرمًا في المجتمع، وبخاصة نهي الفتيات عن إقامة علاقات جنسية قبل الزواج، لكن الإحصائيات والتحقيقات الاستقصائية ورواج العمليات؛ مثل “ترميم البكارة”، يؤشر إلى شيوع العلاقات الجنسية في “إيران”.
وقدم مسؤول “ورشة الأسرة”؛ بـ”مركز الدراسات النسوية” بحوزة “قم” العلمية، إحصائيات عن الطلبة وقال: “بحسب إحصائيات العام 2015م؛ فقد خاض ثُلث التلاميذ، و27% من التليمذات تجربة العلاقة الجنسية”.
في السياق ذاته؛ كان “مركز أبحاث البرلمان الإيراني” قد أعلن، العام الماضي، أن أكثر من 15% من الطلبة خاض تجربة العلاقات الجنسية قبل بلوغ سن الخامسة عشر. وأستشهد “برومي” بإحصائيات “مركز الاستشارات الجامعية”، التي أجراها على الطلبة عام 2017م، وقال: “هذه الإحصائيات تثبت تجربة حوالي 1.4من الذكور، و1.5 من الإناث للعلاقة الجنسية قبيل الزواج”.
وبموجب هذه الإحصائيات، التي تعمل المؤسسات الدينية والفقهاء، على مكافحتها سوف تواصل الظهور حتى وجود حلول للتناقض بين التابوهات الاجتماعية والوقائع.
وكان مرجع التقليد، “ناصر مكارم الشيرازي”، قد أصدر بنهاية، تشرين ثان/نوفمبر الماضي، فتوى “تبيح للفتاة، التي وقعت في الزنا وتابت من ذنبها، أن تراجع الطبيب في هدوء حفاظًا على ماء وجهها” وترميم بكارتها.
الحل في “التعليم الجنسي”.. من وجهة نظر رجال الدين !
بدوره وصف رجل الدين، “محمد رضا زيبايي نجاد”، مسؤول “مركز الدراسات والأبحاث النسوية” بحوزة “قم” العملية، خلال ندوة “الأزمة الجنسية”، المجتمع الإيراني، بـ”المتغيير” من المنظور الجنسي، وقال: “المجتمع حاليًا يتجه صوب الذاتية والاستقلالية، وثمة إتجاه لتأسيس الخطاب الليبرالي في المجتمع، وهذه الرؤى هي نتاج (الإغتراب وإتباع الثقافات الغربية)”.
وأضاف: “بالنسبة للمجالات الجنسية، ثمة تغييرات كثيرة تطرأ على المجتمع. وبالنظر إلى هذه التغييرات فالمهم هو التعليم الجنسي”.
وشدد على ضرورة تقديم خدمة “التعليم الجنسي” في الزمان والمكان المناسب.
وتطرق “زيبايي نجاد”، للحديث عن وثيقة 2030م، وإحتواءها على موضوع الدراسة الجنسية، وأكد: “بعض أجزاء هذه الوثيقة تعرض للتعليم بشكل عام، ولا يعرض بشكل خاص لذلكم الموضوع، لكن المشكلة الرئيسة التي بعثت على الاختلاف في الرؤى هي أهداف التربية الجنسية”.
المرشد يستهجن رافضًا الوثيقة..
وتنص “وثيقة 2030″، الصادرة عن “اليونسكو”، والتي إنضمت إليها “إيران”، مما أثار غضب المرشد والتيار المحافظ في “إيران”، على ضرورة التعليم الجنسي في المدارس، لكن أُلغيت هذه الوثيقة في “إيران”.
وقال آية الله “علي خامنئي”؛ تعليقًا على توقيع حكومة، “حسن روحاني”، على الوثيقة: “هذه الجمهوريّة الإسلاميّة !.. هنا الإسلام هو المعيار !.. القرآن هو المعيار !.. هذا ليس مكانًا يخترقه أسلوب الحياة الغربي المعيب والمدمّر والفاسد !.. إنّ وثيقة اليونسكو، وما شابهها، لیست بالأشیاء التي تخضع لها الجمهورية الإسلامية الإيرانية.. كيف يمكن لمنظمة دولية، تقع تحت تأثير القوى الكبرى، أن تكلف دولاً بمهام، وهي دول لديها تاريخ وثقافات وحضارات مختلفة ؟”.
في المقابل تنتشر الأخبار المتعلقة بشيوع الإعتداءات الجنسية في المدارس الإيرانية، وتبدو السيطرة على هذه الظاهرة مستحيلة، نظرًا لإنعدام قوانين الحماية.
وبخلاف أخبار الإعتداء الجنسي في مدرسة “الأستاذ معين” بمدينة “طهران”، قبل أشهر، فقد تواترت الأخبار مؤخرًا بشأن وقوع إعتداء آخر في إحدى مدارس “أصفهان”.